عدد يوليو 2013

استضافت العديد من المشاهير والباحثين عن الشهرة، كانت الحدث الذي يتابعه الناس بشكل يومي، يشبهها البعض بأوبرا وينفري الشرق الأوسط والبعض هاجمها لنفس السبب، لكنها كانت تسطر حكايتها بحروف من ذهب في صفحة الإعلام المصري على طريقتها الخاصة

حاورتها أمنية زايد في لقاء حصري مع إنجما لمعرفة آخر أخبارها ومشاريعها.

هناك قاعدة ثابتة في إنجما عرفتها منذ أول يوم عمل، هناك دائما حوار نريد إجرائه مع هالة سرحان لكن جدول أعمالها دائما لا يسمح، لذلك عندما أتيحت الفرصة لم أفكر مرتين.

شعرت بالرهبة من مواجهة هالة سرحان، هي من جلست على مقعد المحاور لسنوات طويلة وجلس أمامها كبار نجوم الوطن العربي، بالتأكيد لن تصبح ضيف سهل محاورته، توقعتها صعبة وقليلة الكلام لكن الواقع كان عكس ذلك تماما.

انطباعي الأول عنها كان أن سلامها النفسي الذي تتعامل به مع كل ما حولها سببه ثقتها بأنها تسبق الجميع بخطوتين على الأقل، فهي التعريف الواضح للريادة في عالم الإعلام أما هي فترى الأمور من منظور مختلف “سنوات عديدة من الخبرة هي ما أوصلتني إلى ما أنا فيه الآن.”

سنوات الخبرة التي تتحدث عنها هي ٤١ عام من العمل المستمر، رحلة لا يستهان بها على الإطلاق.

يمكن بسهولة ملاحظة الشخصية القيادية بداخل هالة سرحان، السبب في ذلك خليط من طبيعتها وما تربت عليه وظروف عملها التي جعلتها تلعب هذا الدور ليرى مجهودها النور على أكمل وجه

“أعطتني أسرتي مطلق الحرية وهذا ما جعلني ما أنا عليه اليوم، أتذكر عندما كنت في العشرين من عمري أعطاني والدي سيجارة ولكني لم أستجب لأني لا أحب رائحة السجائر، وبعد سنين استوعبت أن عرضه كان اختبار، وحتى الآن لم أدخن في حياتي.”

اختبرت هالة حدودها في الحرية في منزلها قبل الخروج للعالم الواسع، وبعد تخرجها من كلية الأداب في جامعة القاهرة، بدأت رحلتها سريعا، رحلة بها الكثير من النجاحات وكذلك الاخفاقات، وصلت لقمة سلم المجد وأيضا تعثرت، وهكذا استمر الأمر، تختبر هالة أوجه الحياة المختلفة صعودا وهبوطا.

العديد من البصمات تركتها هالة في فروع الإعلام المختلفة، بداية من قراءة نشرة أخبار الإذاعة المصرية في السبعينات والتدريس في جامعة لويس ڤيل في ولاية كنتاكي الأمريكية إلى تقديم أول برنامج حواري على قناة فضائية عربية وكان النجاح حليفها في كل خطواتها سواء في سنوات عملها في شبكة قنوات آيه آر تي ثم عملها كنائب رئيس تنفيذي في تلفزيون دريم وعلى مدار تلك السنوات تربعت هالة على عرش الإعلام العربي ببرامجها مثل “يا هلا مع هالة” “الليلة مع هالة” “هالة شو” و “الحقيقة”.

في ذلك الوقت تواجد هالة على أي شاشة يعني نجاحها وإقبال الجمهور عليها وبرامجها كانت المصدر الرئيسي للإعلانات في تلك القنوات.

لم يستطع أحد تحجيم جموح هالة أو وضع خطوط حمراء لها، كانت تتكلم في كافة المواضيع بجراءة تحسد عليها ومهدت الطريق لرفع سقف حرية الإعلام وكانت الشرارة الأولى لبرامج أخرى سارت على دربها واعتمدت على نفس الخلطة التي تقدمها حتى وإن لم تنل تلك البرامج نفس النصيب من النجاح “اليوم أشاهد برامج تناقش موضوعات ناقشتها من ٢٥ عاما وهوجمت وقتها بسببها.”

ونظرا لقربها الشديد من الجمهور ووقدرتها على طرح أي موضوع تعرضت هالة للكثير من المضايقات وتغيرت الشاشة التي تخرج منها للناس عدة مرات.

انتقلت هالة لقناة روتانا في تحدي جديد لتتقلد منصب رئيس الإنتاج والتوزيع وأسست وقتها قنوات “روتانا سينما” و”روتانا زمان” و”روتانا مصرية” ورغم نجاحها الكبير على الشاشة كان لهالة ميل شديد للكتابة “الكتابة حديث مباشر بيني وبين القاريء علاقة خاصة جدا لا يتدخل بها أحد.” 

نشرت هالة كتب مثل “الحرملك” و”المدام مرفوعة مؤقتا من الخدمة” كما عملت كرئيسة تحرير لمجلة “سيداتي سادتي” وكذلك نائب رئيس تحرير لمجلة “كل الناس” و”سيدتي” والآن بعد أكثر من ٤٠ عام في مجال الإعلام تعود هالة ببرنامجها “هالة شو” عودة لمجال الترفيه وجمهورها الذي يحبها. 

ما هو مشروعك القادم؟

مشروعي القادم هو عودة بعد غياب لتلفزيون دريم، يحمل البرنامج فكرة جديدة تماما، خلقنا عالم افتراضي في بلد افتراضية تدعى “مرستان” وضيوفنا سيأتون من بلاد افتراضية ليحكو لنا عن مشاكلهم في بلادهم وهو مقسم لفقرات مختلفة عن المعتاد والذي نشاهده على التلفزيون عادة، وهو ما نحتاجه لنخرج من الإطار المعتاد والشكل الثابت للطاولة التي يجلس عليها المحاور والضيوف. 

هل الانضباط والالتزام سر نجاحك؟

المدرسة الإعلامية التي تخرجت منها قديمة نسبيا تعتمد بشكل أساسي على المجهود الوفير والساعات الطويلة من الإعداد، الأمر لا يقتصر على طاولة وضيف ومجموعة من الأسئلة، يجب أن أعرف كل المعلومات المتوفرة عن الضيف وأبحث عن المزيد الذي لا يعرفه أحد، أما أثناء الحوار فيجب أن أنتبه جيدا للغة جسد الضيف ورد فعله على أسئلتي، منذ أيام قليلة تلقيت اتصالا هاتفيا من زميل سابق يشكو من ساعات العمل الطويلة التي كان يقضيها أثناء عملنا سويا وهو ما لم يحدث له في أي عمل أخر.

كرائدة في مجال محاورة المشاهير، كيف ترين هذا المجال الآن؟

لا أرى نفسي رائدة لا يمكن أن أطلق على نفسي هذا اللقب، أترك الأمر للتاريخ هو من يحكم، أقدم عملي على أكمل وجه، البعض لا يفهم طبيعة البرامج الحوارية، ويظن بعض المقدمين أنهم نجوم البرنامج لكن في الحقيقة هي أن الضيف هو النجم الحقيقي الذي يجب أن تدور الحلقة حوله، ليست أرائك ولا طريقتك.

في أحد الحوارات مع الشيخ عاصم عبد الماجد طلب أن نضع ستارة بيننا حتى لا يرى وجهي وهذا هو معتقده الديني، قد يرفض البعض لكني وافقت الأهم كان إجراء الحوار وإظهار ضيفي على طبيعته والحكم النهائي للجمهور.

ما هي الصعوبات التي واجهتيها كامرأة ناجحة في مصر؟

من الصعب أن تكوني امرأة في الشرق الأوسط وفي العالم بشكل عام، سيصدروا الأحكام في حقك ويحاولون وضعك في قوالب ولكن يجب أن تثبتي على مبادئك.

عندما تنظرين إلى الماضي هل تجدين ما تندمين عليه؟

كل خطوة في مشواري هي ما أوصلتني لما أنا فيه اليوم، ولو عاد بي الزمن لقررت نفس الأفعال.

تصوير: خالد فضة

ستايلست: مايسة عزب

مكياچ: مني والي

كوافير: بلال من صالون محمد الصغير