عدد يناير 2021

شغفها بتقديم قصص النساء وقدرتها المتميزة في تسليط الضوء على تفاصيل النساء وعرض قضياهن، أصبحت مريم ناعوم هي صوت المرأة على الشاشة، هي أول من يتذكره الجميع عندما يأتي الحديث عن كاتبة تستطيع تقديم المرأة بكافة تفاصيلها، القضايا الشائكة التي يتجنبها أغلب الصناع، تقتحمها مريم بكل جرأة، وأصبح تواجد اسمها في أي عمل فني هو ضمان لجودة هذا العمل. 

رغم صغر سنها قدمت مريم عدد كبير من الأعمال الناجحة التي لا ينساها الجمهور مثل “بنت اسمها ذات” و”تحت السيطرة” و”سجن النساء” 

سامية شحاتة في حوار شيق مع مريم ناعوم دار حول أعمالها الناجحة وخطوتها القادمة في عالم الدراما 

ما الذي دفعك لتغيير تخصصك في الجامعة، ولماذا السينما؟ 

بعد انتهاء الفصل الدراسي الأول من دراستي لاقتصاد في فرنسا، قررت العودة لمصر ودراسة السينما، لأن ذلك هو ما كنت أريده بشدة  

ما هي أول أعمالك؟ 

أول أفلامي كان “واحد صفر” مع المخرجة كاملة أبو ذكري عام 2009، وبعد ذلك قدمت عدد من المسلسلات، والتي أحب العمل بها لأنها تعطيني مساحة أكبر للغرق في تفاصيل القصة والشخصيات، هذا لا ينفي حبي للأفلام ولأهميتها في مشوار أي كاتب، لكن في نفس الوقت لم أشعر أبدا بأن المسلسلات أقل أهمية من الأفلام. 

كيف بدأت علاقتك بكاملة أبو ذكرى؟ 

بدأت العلاقة عن طريق والدي الروائي نبيل ناعوم، وقتها سألتني كاملة عن خططي المستقبلية، وطرحت عليها فكرة فيلم تدور أحداثه حول 4 فتيات يعشن في القاهرة، طال النقاش بيننا، واستغرق العمل على الفيلم حوالي 4 سنوات.   

أيهما أفضل بالنسبة لك، كتابة السيناريو أم تحويل رواية إلى سيناريو؟ 

أحب العمل على الروايات الكلاسيكية التي أجمع الناس على حبها، أحب ذلك التحدي الذي تضعك فيه تلك الرواية، تقديم ما هو جديد من عمل يعرفه الناس جيدا ويحبونه، وفي نفس الوقت أحب أيضا كتابة السيناريو من البداية، يعطيني مساحة أكبر من الخيال وتكوين الشخصيات. 

هل عملك على قضايا المرأة اختيار أم مجرد صدفة؟ 

في البداية لم أتعمد اختيار قضايا المرأة، وفي نفس الوقت أحب القصص التي تدور حول معاناة المرأة وأثر ما تمر به على شخصيتها وما يتبع ذلك من تغيرات في حياتها، مع الوقت أصبحت تلك قضيتي والملعب الذي أقدم فيه أغلب حكاياتي. 

هل كان العمل على رواية “بنت اسمها ذات” قرارك أم أحدهم طلب منك ذلك؟ 

المنتج جابر خوري أخبرني أنه يعمل على الرواية ويريد مني كتابة السيناريو، في البداية شعرت أن الرواية تحتاج إلى فترة إعداد كبيرة، طلبت منه إعطائي بعض الوقت لقراءة الرواية مرة أخرى ثم اتخاذ القرار، في ذلك الوقت كنت أعمل على مشروع آخر وكنت مهتمة به جدا، أخبرته بصراحة إذا وافق على دمج مشروعي الشخصي بمشروع الرواية فأنا مستعدة تماما، القصة في الرواية تدور أحداثها في الثمانينات، وأنا كنت أريد تسليط الضوء على التغيرات التي حدثت في مصر وكنت أريد أن أبدأ بالخمسينيات، أحب تلك الحقبة وتمنيت كثيرا تقديم عمل تدور أحداثه في هذا الزمن، فكانت النتيجة عمل تبدأ أحداثه في الخمسينيات وتنتهي عام 2011 

كيف كانت استعداداتك قبل العمل على مسلسل “تحت السيطرة”؟ 

لم يكن لي أي اختلاط أو أي خبرة مع شخصيات العمل، وكنت أشعر بأني لا أعرفهم جيدا ولا أعرف الطريقة التي يفكرون بها، لذلك أجريت الكثير من البحث لفهم طبيعة الشخصيات والتعاطف معهم ومع قضيتهم، كانت تجربة رائعة، كذلك الممثلين قضوا الكثير من الوقت في فهم أدوارهم ودراستها. 

هل واجهتك أي تحديات في هذا المجال بسبب كونك امرأة؟ 

في الحقيقة لا، هذا المجال يتطلب مجهود كبير والتزام وتفاني، كل التحديات التي واجهتني في هذا المجال كانت بسبب مستوى المنافسة العالي وليس بسبب كوني امرأة. 

هل هناك نوع معين من الأعمال لا تحبين تقديمه؟ 

بالتأكيد، هناك بعض المواضيع والقضايا التي لا أراها مثيرة من وجهة نظري، ولكي أستطيع العمل بكامل طاقتي يجب أولا أن أحب القصة والقضية التي تدور حولها. 

هل تفكرين في تقديم أعمال كوميدية؟ 

عاجلا أم أجلا سيحدث ذلك، حاليا أعمل على مشروعين في ورشة الكتابة الخاصة بي أحدهما كوميدي والآخر رعب، في الواقع أحاول طوال الوقت العمل على أنواع مختلفة.  

كيف أتت لك فكرة مسلسل “ليه لأ”؟ 

كنت أريد طرح فكرة استقلالية الفتيات، مجموعة من الأسئلة أردت مناقشتها، لماذا لا تتحمل الفتيات مسئولية نفسها؟ لماذا يجب أن تكون رعاية أهلها ثم زوجها؟  

وكيف استقبلتي ردود الفعل على المسلسل؟  

كان هناك الكثير من التعليقات الإيجابية، واستطاع المسلسل فتح باب النقاش حول قضية المسلسل، وحالة الجدل التي أثارها المسلسل أظهرت أراء مع وضد وهو أمر صحي وجيد، البعض كان يرى أن من حق الفتيات تقرير مصيرهن والبعض رفض ذلك، وتحولت أمينة خليل إلى مثل أعلى للكثير من الفتيات في هذا السن ممن يرغبن في الاستقلال بحياتهن، في النهاية لم يهدف المسلسل إلى توجيه رأي المشاهد، كان الهدف هو طرح القضية للنقاش وهو ما نجحنا في تحقيقه، وطرح سؤال “ليه لأ؟” 

هل تقديم مسلسلات من 15 حلقة أفضل من تقديم مسلسلات من 30 حلقة؟ 

القصة هي التي تقودك للطريقة المثالية لطرحها، في الماضي لم يكن هناك اختيارات، كانت كل الأعمال 30 حلقة وأحيانا أكثر، وهو ما أضر أوقات كثيرة وأثر على كثير من الأعمال بشكل سلبي، أحيانا لا تحتاج القصة لأكثر من 15 حلقة وتقديمها في 30 حلقة سيجعلها مملة بعض الشيء. 

ما الذي تعملين عليه هذه الأيام؟ 

أعمل على الجزء الثاني من مسلسل “ليه لأ” قصة مختلفة تماما وفريق عمل مختلف، لكنه يدور حول نفس الفكرة، “ليه لأ؟” وسيذاع على المنصات الإلكترونية فقط، تقديم المسلسلات عبر المنصات الإلكترونية يناسب روح العصر فهو يتيح للمشاهد الفرصة لمتابعة العمل في الوقت الذي يناسبه وبدون إعلانات، وهو لا يعني انتهاء عصر التلفزيون، لا أشعر بأن هناك منافسة بين الطريقتين. 

هناك أخبار تدور حول مشروع جديد عن القاهرة، هل هذا صحيح؟ 

هذا المشروع حلم قديم، أردت العمل عليه عام 2010، وأخيرا اليوم بدأت، تم اختيار المخرج والمنتج، وهو ما يعني أننا نمتلك العناصر الرئيسية للمشروع، وأتوقع أن تكون البداية قريبة جدا، يجمع المسلسل بين 5 شخصيات مختلفة من 5 روايات مختلفة، وكل 3 حلقات تحمل قصة جديدة، وستتقاطع حيوات الأبطال مع بعضها، فكرة جديدة وشيقة وأتوقع لها النجاح. 

هل انتهيتم من اختيار فريق العمل؟ 

لا، المخرج هو المسئول عن تلك الخطوة بعد انتهائي من كتابة السيناريو بالكامل. 

ما هي معادلة نجاح أي عمل فني سواء كان فيلم أو مسلسل؟ 

التفاني في العمل من جميع أطرافه، تلك هي الخطوة الأولى، كذلك من المهم جدا أن يتفق المخرج والسيناريست ويكمل كل منهما الآخر.