عدد فبراير 2021
النجمان الصاعدان محمد فراج وبسنت شوقي يربطهما علاقة فنية وعاطفية تزداد قوة مع الوقت، لا خلاف على موهبتهما لكن بالإضافة إلى ذلك تحولا إلى ثنائي مميز على السجادة الحمراء لكل المهرجانات السينمائية.
فراج بتجسيده المقنع لعدد من الأدوار المعقدة التي تحمل مشاعر مختلفة ومختلطة مثل “تحت السيطرة” و”أهو ده اللي صار” و”الممر” استطاع محمد فراج أن يصنع لنفسه مكانه مميزة بين أبناء جيله بل وبين كل الأجيال، أما بسنت فقد استطاعت سرقة الأضواء بجمالها الجذاب وحضورها الطاغي في أعمال مثل “قبيل” و”ونسني” و”لما بنتولد”.
أجرى محمد هشام حوار شيق وممتع مع الثنائي والذي اتضح له أثناء الحوار أنهما على وفاق شديد وحاول في هذا الحوار معرفة سر علاقتهما القوية ونشاطهم الفني الملحوظ مؤخرا، فكان الحوار مسلي وتطرق للكثير من المواضيع، وتمكن محمد هشام من معرفة لحظة اعتراف الثنائي بوقعهم في الحب وخططهم المستقبلية سويا.
من تعاملاتي السابقة مع محمد فراج وبسنت شوقي في مناسبات عدة، توقعت أن لا يكون الحوار سهل، الثنائي يتمتع بخفة دم شديدة وبينهما لغة خاصة محاولة الدخول بينهما ستعود بالخسارة علي أنا فقط، الثنائي يتمتع بسرعة بديهة فكان لابد أن أحافظ على جدية الحوار وأتجاوز محاولات الثنائي في العبث معي.
قبل أن أطرح سؤالي الأول أمطرني الثنائي بوابل من النكات بعضها لم أفهمها حتى الآن، كما توقعت لن تكون المهمة سهلة، لهما طريقة معينة في المزاح لا يفهمها غيرهما وكان يبدو أنني سأتحول لضحية هذا اليوم، وهو ما قاومته بشدة، لن أقع فريسة التفاهم الشديد بينهما، ذلك التفاهم لا يمكن تجاهله، يمكن ملاحظته في كل تعاملتهما مع بعضهم البعض، بصراحة لا تملك من أمرك أمامهما سوى الوقوع في غرام هذا الثنائي وما يربطهما.
كانت البداية من عند شرارة الحب ثم الاعتراف، على عكس المتوقع لم تكن الفراشات تحلق حول الثنائي في لقائهما الأول، بالنسبة لفراج فقد وقع في الحب من أول نظرة، أما بسنت فكانت على النقيض، لم يتفقا الثنائي هل كان اللقاء الأول عام 2014 أم 2015 ودار بينهما جدال مضحك جدا ولم يصلا إلى نتيجة في النهاية، لكن ما يتذكراه جيدا هو أن اللقاء الأول كان بسبب عيد ميلاد هنا شيحة في حي الزمالك، قطعت بسنت الحديث وقررت أن تكمل الحوار من هذه النقطة.
“بينما كنت أتحدث مع هنا، جاء فراج وتحدث معي، كان يحاول أن يكون مرحا لكنه لم ينجح، لذا تركته” تتذكر بسنت ضاحكة، يكمل فراج “كان من الواضح جدا أنها لا تريد استكمال الحوار، لكني لم استسلم، أردت أن أعرف إلى أين سينهي به المطاف مع هذه الإنسانة”
في هذه الأثناء وجدتني أريد أن أعرف ما شعرت بس بسنت حتى وإن لم تصرح به وقتها، فسألتها هذا السؤال وكان ردها صريح وصادم “كنت أكرهه على الصعيد الفني والشخصي، كنت أراه كثيرا في العديد من المناسبات، صوته عال وحركته زائده وهي صفات لا أحبها على الإطلاق”.
بالتأكيد لم يكن يعرف فراج هذه المشاعر، كان واقع تحت تأثير سحر بسنت، وأراد أن يتعرف على تلك الفتاة التي خطفت أنظاره ولفتت انتباهه لهذه الدرجة، لكنه فشل في محاولات بحثه عنها بعد اللقاء الأول، إلى أن وصل على حسابها الخاص على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، والذي ساعده في ذلك صورة من يوم اللقاء الأول تجمعها بهنا شيحة، خطوة لن تفيده كثيرا لكنه على الأقل عرف اسم الفتاة التي سيقع في غرامها من طرف واحد إلى أن يتجدد اللقاء.
أتت الفرصة الثانية بعد عدة شهور، أثناء تصوير مسلسل “تحت السيطرة” كان يلعب فراج دور الشرير في المسلسل ومن حسن حظه أنها كانت تلعب دور واحدة من صديقاته “كان مشهدنا الأول جلسة تجمع مجموعة من الأصدقاء، استمر فراج في إطلاق النكات لمدة 12 ساعة! هل يمكن تصديق ذلك؟” تنظر بسنت إلى فراج فيحمر وجهه خجلا ويحاول ألا ينظر لها، “أقسم أنني لم أفعل ذلك من قبل، لا أعرف ما حدث لي، لكن الشيء الوحيد الذي كنت متأكد منه في تلك اللحظة هو أنني لن أترك هذا الفتاة تضيع من يدي مرة أخرى، أنا آخر شخص في العالم كان يفكر في الارتباط من الوسط الفني، وليس السبب مشكلة ما بيني وبين الوسط الفني، ولكن لأني أعلم كم الجهد المبذول للعمل والنجاح في الوسط الفني وهو ما يعني بالتبعية أن العلاقة قد تتتأثر بضغط العمل بالإضافة إلى أنني لم أكن أفكر في الارتباط بشكل عام، كنت غير مستعد وأفكر في عملي فقط، لا أعلم ما حدث لكنه نجحت في تغيير كل خططي”
تدريجيا بدأت بسن تقع في غرام فراج، وتحكي ضاحكة بعد مرور 3 شهور على يوم التصوير الأول: “كنا سويا في تصوير أحد المشاهد في العين السخنة، أخذ مني نظارتي الشمسية وأراد أن تجمعنا صورة وهو يرتديها وبعدها طلب مني رقم هاتفي لكي يرسل لي الصورة، وظل يكلمني يوميا لكي يعيد لي النظارة، وتقابلنا كثيرا بعدها لكنه لم يرجع نظارتي أبدا” يقطع فراح حديثها ليضيف “جدول يومي تغير بسببها، أصبحت استيقظ مبكرا لكي أعرف أين هي وأذهب إليها، أحيانا كنت أصل قبلها وكأنها صدفة أن أكون في نفس المكان” تكمل بسنت القصة “في النهاية أخبرني أنه معجب بي، وتفاجأت” وأتفقا الثنائي أن هذا حدث يوم 15 مايو، وأصبح هذا التاريخ هو ذكرى بداية قصة حبهما.
عملا سويا مجددا عام 2017 في مسلسل “سابع جار” وظهرا كضيفي شرف كزوجين وكذلك تكرر الأمر في مسلسل “قابيل” عام 2019، لعبت بسنت دور الزوجة الخائنة ولعب فراج دور قاتل مختل، أما عن أصعب مشهد جمعهما تقول بسنت “كان مشهد يقتل فيه الزوج زوجته، يتطلب المشهد أن أشعر بالخوف لكني كنت بالفعل خائفة ووجدت صعوبة من تمثيل هذا المشهد” يقاطعها فراج ضاحكا “لم يكن مشهد صعب لقد كانت أسعد لحظات حياتي” ثم يعود فراج للحديث بجدية “بالفعل كان مشهد صعب جدا وبه الكثير من المشاعر المختلطة، أصداء هذا المشهد تحديدا في مسلسل “قابيل” كانت كبيرة جدا، وكان نقطة تحول أساسية في قصة المسلسل، وكذلك بالنسبة لي ولبسنت، أن يغرق رجل زوجته وهي تقاومه أمر ثقيل على النفس بالتأكيد لكننا صورة المشهد مرة واحدة ولم نحتاج لإعادته، كانت بسنت منهكة بشدة لكنها أدت المشهد كما يجب أن يكون”
نحمد الله أن فراج وبسنت يتعاملون مع مشاكلهم في الحياة بشكل صحي وبعيدا تماما عن ذلك العنف، “أنا شخص غيور جدا، وكذلك بسنت، لكنها تعبر عن غيرتها بشكل مختلف تماما عني، تتظاهر بأنها ليست غيورة وهذا غير حقيقي أنا أعرفها جيدا” ترد عليه بسنت بثقة شديدة “أنا لست غيورة بالمرة، لا أحب أن يحاصرني أحد وبالتأكيد لا أحب أن أحاصر شريكي، عندما أقرر الدخول في علاقة لا يكون هذا القرار مبني فقط على الحب، جزء كبير من القرار يكون بسبب احترامي لهذا الشخص وطريقة تفكيره وطريقة تعامله معي، أنا أثق في شريكي، لذلك الإخلاص صفة أساسية، لا يضايقني أن أرى حول فراج الكثير من المعجبات، أشعر بالسعادة عندما أراه فتى أحلام الكثير من الفتيات، هذه علامة من علامات النجاح، أنا أعرف جيدا أن قلبه معي، وأنه لا يتأثر بإلتفاف المعجبات حوله، دائما أشعر بالآمان معه”
السلاسة في التعامل بين الثنائي لا تعني أن لا مشاكل في علاقتهما، مثل أي علاقة صحية هناك خلافات من وقت لآخر، تحكي بسنت عن فراج وتقول “ينفعل فراج ويغضب سريعا، بينما أستطيع أنا الحفاظ على هدوئي مدة أطول، لكن لحد معين بعدها يصبح غضبي أضعاف غضب فراج” يقاطعها فراج “عندما نغضب في نفس الوقت يصبح الوضع كارثي، الفرق هو أنني أهدأ سريعا، بينما هي تأخذ بعض الوقت”
أخبرني الثنائي على قدرتهما في التعامل مع الجوانب السلبية في شخصية الطرف الآخر، خاصة في العام الماضي تأكد بسنت ذلك “لم يكن أمر سهل، هناك اختلاف كبير في شخصيتنا، مازلنا نتعلم كيفية التواصل بيننا والطريقة المثالية للحفاظ على علاقتنا”
يؤكد فراج وتوافقه بسنت على ذلك أن العمل في مجال السينما ليس سهل بالتأكيد، أن تظهر في أبهى صورك طوال الوقت ليس شيء جيد كما يتصور الجميع تقول بسنت “بالتأكيد الظهور في أفضل صورة جزء مهم من طبيعة عملنا لكنه ليس الجزء المفضل بالنسبة لي” ويكمل فراج “التواجد على السجادة الحمراء محاصرا بعدسات المصورين ليس أمر سهل، يعرضني لضغط شديد ولا أجد راحتي فيه، لكن وجود بسنت بجانبي في هذه المناسبات ساعدني كثيرا وجعلني أشعر بآمان وراحة أكبر، هي تستطيع التعامل مع هذا الجانب بشكل جيد وتعلمت منها الكثير من الأشياء”
يستوعب الثنائي التساؤلات التي تدور حول علاقتهما، تحديدا سؤال لماذا لم يتزوجا حتى الآن بالرغم من مرور سنوات على علاقتهم، ويبرر الثنائي هذا برغبتهم في التأني قبل الدخول في علاقة الزواج بما فيها من صعاب وتحديات، ويضيف الثنائي أن هذا الانتظار كان سبب مباشر في تقوية العلاقة وساعد في زيادة التفاهم والانسجام بينهما، تقول بسنت: “في بداية علاقتنا لم أشعر بأنه الوقت المناسب لهذه الخطوة، الآن نستطيع التفاهم بشكل أفضل وعلاقتنا أفضل وأجمل عما كانت عليه في بداية العلاقة” ويضيف فراج: “طوال الوقت كنت أرغب في الزواج من بسنت من أول يوم رأيتها فيه، لكن الآن أنا أتفق معها، الانتظار أضاف كثيرا لعلاقتنا، بسنت واقعية أكثر مني وهو ما أفاد علاقتنا كثيرا”.
هل أقترب ميعاد الزواج؟ تؤكد بسنت أنه بالتأكيد أقترب لكنهما لم يحددا ميعاد معين، يضيف فراج: “كنا ننوي الزواج في بداية عام 2020 لكن الأحداث وعملنا منعنا عن ذلك، لكن الميعاد اقترب بالتأكيد”
إذا كان ميعاد الزواج غير واضح فالأمر ليس كذلك فيما يخص العمل بالنسبة للثنائي، جدول فراج مزدحم جدا فهو نجم مسلسل “تقاطع طرق” مع منى ذكي، وكذلك “ضد الكسر” مع نيلي كريم، بالإضافة إلى ظهوره كضيف شرف في “خلي بالك من زيزي” مع أمينة خليل والجزء الثاني من “الاختيار” مع كريم عبد العزيز وأحمد مكي، بالإضافة إلى ظهور خاص في مسلسل “أحمس” مع بسنت، ورفضت بسنت الإفصاح عن عمل آخر مهم يشغل وقتها حاليا، كل هذا بالإضافة إلى ظهور الثنائي في فيلم “أهل الكهف” مع خالد النبوي وغادة عادل.
وبالحديث عن الأعمال التي تجمع الثنائي، تكشف بسنت عن بعض التحفظات التي تشعر بها تجاه العمل مع فراج، على الرغم من استمتاعها بالعمل معه، تقول بسنت “نشعر بسعادة شديدة من عملنا سويا، بيننا الكثير من التفاهم، لكني أريد أن أقلل من العمل في نفس المسلسلات التي يعمل بها حتى لا يظن أحد أنني أحصل على هذه الأدوار بسببه، حاليا نعمل سويا في عملين عن طريق الصدفة بلا أي تخطيط مننا”
على الرغم من اختلاف الرؤية ووجهات النظر بين فراج وبسنت في عدة أشياء إلا إن الثنائي يظهر دائما بشكل مرح ومتواضع ويمكن رؤية علاقة الحب القوية التي تجمعهما بسهولة، فبالرغم من عصبية الثنائي إلا إن العلاقة التي تجمعهما قوية جدا.
أسئلة إنجما السريعة:
المكان المفضل للقاء عاطفي يجمع بسنت وفراج؟
بسنت: نحب الأماكن الهادئة بعيدا عن الزحام، حتى نستطيع التحدث بحرية ونقضي وقت ممتع
فراج: الكثير من الأماكن نحبها وقريبة من قلوبنا بسبب الذكريات التي عيشناها في تلك الأماكن، لكن في الحقيقة ليس هناك مكان مفضل بعينه، الأهم أن نكون سويا
مكان يفضل الثنائي السفر إليه؟
بسنت: لم نسافر كثيرا سويا، لكن من أكثر الأماكن التي استمتعنا فيها سويا، نيويورك، تورتنو وروسيا
فراج: روسيا كانت جميلة جدا
مكان يحلم الثنائي بقضاء شهر العسل فيه؟
بسنت: المكسيك بالتأكيد، لكن أظن هذه الأيام لا أحد يعلم أي شيء في ظل الظروف المتغيرة باستمرار
فراج: أترك الاختيار لبسنت
ثنائي يحب بسنت وفراج صحبته؟
بسنت: في هوليويود سأختار رايان رينولدز وبليك ليفلي ومن مصر سأختار العودة بالزمن لمصاحبة سامية جمال ورشدي أباظة
فراج: من هوليويود سأرجع بالزمن لمصاحبة مارلين مونرو وأرثن ميلر وفي مصر أنور وجدي وليلى مراد
أفضل فيلم شاهدتموه سويا؟
بسنت: لالا لاند، ستار إذ بورن، تضيف بسنت أن المضحك في الأمر أنهما عاشا قصة الفيلم لدرجة وقوع خلاف بينهما مثل الذي حدث بين ليدي جاجا وبردلي كوبر
فراج: بصراحة كل ما شاهدناه سويا كان سيء، لو أجبرت على اختيار فيلم واحد سيكون جوكر
أفضل هدية تلقاه الثنائي من بعضهما؟
بسنت: الهدية الأفضل بالنسبة لي هو ذلك السوار الذي أرتديه الآن، لأنه يحمل قيمة عاطفية كبيرة بالنسبة لي تلقيته من فراج بعد شجار كبير بيننا
فراج: بسنت موهبة في اختيار الهدايا، في 2016 استخدمت تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وصنعت لي تمثال لشخصيتي في بدون ذكر أسماء، لأني كنت أحب الشخصية دي جدا، وكان مظهر الشخصية مميز ومختلف
التوقيت المفضل لإقامة حفل الزفاف، بالنهار أم بالليل؟
بسنت: بالتأكيد سأختار النهار وعلى شاطيء البحر، الأهم أن يكون على نطاق ضيق، لا أحب الأفراح الكبيرة
فراج: سأختار النهار وأنا أيضا لا أريده فرح كبير، أريد أن يقتصر الحضور على أشخاص نحبهم حتى نشعر بحميمية اللحظة.
شيء تود تغيره في الطرف الآخر؟
بسنت: العصبية، فراج يغضب سريعا من أي أشياء لا تستحق، وأحاول كثيرا مساعدته في تجاوز هذا الأمر
فراج: طلبي بسيط، أريدها أن تجرب بعض الأطعمة المفضلة بالنسبة مثل البنجر والقصب.
الأغنية المفضلة للثنائي؟
بسنت: حاليا أغنية “إنتي يا بسكوتة يا مقرمشة”
فراج: هي تحب تلك الإغنية كثيرا وتجبرني على سماعها طوال الوقت
ما هي أسماء التدليل التي يطلقها كل طرف على الآخر؟
بسنت: “فروج”
فراج: “بسبوسة”
تصوير: علياء راضي
ستايلست: بوسي الشهاوي
مكياچ: ديانا حربي
كوافير: ملك من صالون محمد الصغير