عدد نوفمبر 2020
المطرب والممثل الموهوب محمد الشرنوبي، الذي نال شعبية كبيرة في السنين الأخيرة، هو مثال حي على النجومية في سن صغيرة، شرنوبي استطاع أن يثبت أنه ممثل موهوب في أدوار حازت على إشادة النقاد مثل “الماء والخضرة والوجه الحسن” و”الممر” وفي مسلسلات ناجحة عديدة مثل ” لؤلؤ” و”أفراح القبة” و” لا تطفئ الشمس” كمطرب قدم الكثير من الأغنيات الناجحة “عادي وبراحتك” و”حتة من الخيال” و”قلبي ارتاح”، ساعده بالتأكيد جاذبيته في زيادة عدد معجبيه خاصة من المراهقات.
محمد هشام يحاور شرنوبي ليعرف منه سر نجاحه والمعادلة التي يسير عليها ليحافظ على نجوميته.
بحكم كونه ابن الموسيقار الشهير فاروق الشرنوبي، نشأ في بيت فني ساعده على اكتشاف موهبته مبكرا حتى قبل أن يستطيع الكلام بطلاقة كان بالفعل يغني “أبي وعمي كانا ملحنان عظيمان، وكان حولي الكثير من الموسيقى طوال الوقت، أشعر أحيانا أني ولدت أغني، وأتشرف بكوني ابن واحد من أفضل الموسيقيين في العالم، وأحب أن يعرف الناس ذلك، لكني لا أحب أن يظن الناس أن نجاحي سببه والدي، عملت كثيرا على موهبتي حتى أصل إلى ما وصلت إليه، بالتأكيد ساعدني والدي عن طريق النصيحة والدعم لكنه لم يساعدني بعلاقاته وخاصة أن بدايتي في التمثيل لم يكن لها أي علاقة بوالدي”
كانت البداية بظهوره مع والده في برنامج البيت بيتك عام 2005، طفل صغير موهوب لفت نظر وزير الإعلام وقتها، الذي طلب أن يقابله وكانت النتيجة هي مشاركة هذا الطفل في عدد من المشاريع الموسيقية، وبعدها بوقت قصير عرض عليه عدد من الأدوار، شرنوبي بدأ مشواره مبكرا وهو في سن الحادية عشر، عندما قدم شخصية المطرب الكبير محمد عبد الوهاب في طفولته في مسرحية “عاشق الروح” “كنت أشعر برهبة شديدة في البداية، لكن بمجرد صعودي على خشبة المسرح شعرت براحة شديدة وزال التوتر، على عكس السينما والمسلسلات، في البداية لم أشعر بالراحة من الوقوف أمام الكاميرا التي يقف خلفها عدد كبير من العاملين ينتظرون أن أنهي ما أقدمه حتى يستأنفوا عملهم”
على الرغم من النشأة الفنية والبداية المبكرة، إلا أنه لم يكن يملك خطة في مراهقته عن حياته العملية “أعتقد أن التمثيل والغناء كانوا متعتي الخاصة لكن لم أكن متأكد إذا كان هذا هو مجال عملي أم لا”
عام 2014 حصل شرنوبي على دور في مسلسل كوميدي ثم دور آخر في فيلم مستقل، لكن هذا لم يحقق له ما كان يريده “وقتها شعرت بأن ما يحدث لا يكفيني، قدمت في عدد كبير من اختبارات الأداء، كنت أريد المزيد”
لم يمر وقت طويل بعدها وحصل شرنوبي على دور في فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” مع ليلى علوي ومنة شلبي، وظهر بعدها في مسلسل “أفراح القبة” مع مني ذكي وعدد من كبير من النجوم وهو ما أتاح له الفرصة ليظهر موهبته الغنائية عندما قدم “الهوا غلاب” كما حدث الأمر مرة أخرى عندما مثل وغنا في مسلسل “لا تطفئ الشمس” “وقتها عرفت ما يناسبني وما أريد الوصول إليه، الصورة اتضحت”
ومع ظهوره كضيف في برنامج “صاحبة السعادة” مع إسعاد يونس حدث التوهج الحقيقي والانتشار الكبير، تحديدا في الحلقة التي ظهر فيها مع الموسيقار عمر خيرت والتي غنى فيها أغنية الفنان علي الحجار “مسألة مبدأ” وحققت الحلقة شعبية كبيرة، وهو ما رشحه للغناء مع مطربات بحجم أنغام وأصالة “كنت أستعد لدور في مسلسل سأقدم فيه أغنية جديدة، لكن تم إلغاء المسلسل وبالصدفة استمعت أصالة إلى الأغنية وطلبت أن تغنيها معي، بالتأكيد وافقت فورا” وحازت الأغنية على نجاح كبير.
أما عن أغنيته مع أنغام “تشرفت كثيرا بتقديم أغنية “فاكر زمان” واحدة من الأغنيات الرسمية لمهرجان الجونة السينمائي في عامه الثاني، أثناء تنفيذ الأغنية كنت لا أصدق ما يدور حولي، شعرت أنه حلم، أغني بجوار أنغام فماذا أريد تحقيقه بعد!، هناك محطات كبيرة في حياة الإنسان، تلك اللحظة كانت واحدة منها”
محطة أخرى يتذكرها شرنوبي في إبريل 2018 “كانت أسعد لحظات حياتي، أول حفل لي منفردا، بالرغم من سعادتي بحفلي الأول مع عمر خيرت، إلا أن ذلك اليوم كان مختلف، أسعد لحظات حياتي هي وجودي على المسرح، وأحصل على رد فعل فوري أعلم عن طريقه ما وصلت إليه، عندما ترى الألاف يصفقون لك، أتو خصيصا ليسمعوك وأنت تغني، شيء لا يمكن تصديقه، هذا لا يعني أني أحب الغناء أكثر من التمثيل أنا أحب الاثنان بنفس القدر”
فيما يتعلق بالتمثيل كانت مرحلة فيلم “الممر” مع أحمد عز واحدة من أكبر التحديات التي واجهت شرنوبي “تصوير الفيلم كان متعب جدا، كان التصوير في الصحراء على بعد 30 كيلومتر من مدينة الغردقة في ظروف قاسية جدا، وكانت ساعات التصوير تصل لـ 14 ساعة، لكن في نفس الوقت كنت أشعر بفخر شديد، الاشتراك في عمل بهذه الأهمية يعبر عن مرحلة هامة في تاريخ بلدنا، لم يتطرق إليها أحد من قبل، أمر يشرفني بشدة ويضيف على مسيرتي كثيرا”
نجح شرنوبي في تقديم العديد من الشخصيات المختلفة من طبقات اجتماعية مختلفة وأعمار مختلفة وعصور مختلفة “في أفراح القبة لعبت دور شاب في السابعة عشر من عمره واستمرت الأحداث حتى بلغ الثامنة والعشرين، في هذه الحالة مثلا ليس المطلوب تغير واضح في الشكل، المطلوب أن يشعر المشاهد بأن من يقف أمامه شخص نضجت روحه عبر تلك السنوات مع التحول من فترة المراهقة لفترة الشباب، الأمر ليس سهل بالتأكيد، وحاليا أستعد لدور بنفس المواصفات تقريبا لكني سعيد بذلك”
مؤخرا لعب شرنوبي دور “سيد” في فيلم “بنات ثانوي” نصاب خفيف الدم “لم يكن دور صعب، الدور به جزء من شخصيتي، المرح أقصد وليس الاحتيال، وتظهر هذه الشخصية عندما أكون مع أقرب الأصدقاء، شعرت بالسعادة بسبب هذا الدور، ولم أجد أي صعوبة في تقديمه”
لعب شرنوبي دور هام في مسلسل حاز على إعجاب الجمهور والنقاد مسلسل “ليه لأ” أمام أمينة خليل” ما جذبني لمسلسل ليه لأ هو الكتابة الجيدة لمريم ناعوم، والإخراج لمريم أبو عوف وكذلك شركة الإنتاج المسئولة عن العمل، كذلك وجدت أن فريق العمل رائع وموضوع المسلسل نفسه جديد، كذلك الشخصية التي أقدمها كانت جديدة ولم أقدم مثلها من قبل”
بالرغم من النجاح المتتالي في مسيرة شرنوبي سواء على مستوى التمثيل أو الغناء، إلا أنه لم يستطع التأقلم مع فكرة الشهرة بسهولة “بالتأكيد شعور جيد أن يعبر الناس عن حبهم لك، هو شيء لا يقدر بثمن، لكن أحيانا لا يكون الإنسان في أفضل حالاته النفسية لكن مجبر على الابتسام من أجل صورة مع أحد المعجبين، حتى لا يشعر الجمهور بأنك متعال أو تغيرت بعد الشهرة، لكن في نفس الوقت أنا مدرك تماما طبيعة الحياة التي اختارتها وأتعامل مع كل جوانبها بشكل جيد”
ليس الظهور في الأماكن العامة والتعامل مع الجمهور هو ما يضايق شرنوبي بل عدم القدرة على حماية حياته الشخصية، خاصة وأن حياته الشخصية تحت الأضواء منذ عامان وهو يحاول أن يتجاوز هذا الأمر “أي شيء يحدث في حياة الإنسان سواء سلبي أو إيجابي يحدث لسبب ما، والتجربة تعلمك ألا تكرر أخطائك، ما تعلمته وما أنصح به أي شخص يبدأ حياته العملية فيه هذا المجال ألا يعتمد على أحد وألا يتخلى عن استقلاليته، معظم من يبحث عن النجاح يظن أن هناك من سيساعده ويقف بجانبه، لكن في النهاية لن تصل إلى شيء لم يكتبه الله لك، وكل شخص يصل إلى ما يستحقه بناء على مجهوده وموهبته”
يعتقد شرنوبي الآن أنه وصل إلى التوازن المطلوب في حياته الشخصية بعد زواجه من راندا رياض”الزواج وفر لي الاستقرار الذي كنت أبحث عنه، الحياة أصبحت أفضل بكثير وأهدأ على جميع الأصعدة، وأصبحت حياتي منظمة، وجدت الشخص الذي يشعرني بالراحة، بشكل أوضح لقد وجدت حب عمري”
على مستوى الغناء يستعد شرنوبي لعدة مشاريع مختلفة “لن أفصح عن مشروعي الحالي إلا بعد الانتهاء منه، لكن ما أستطيع قوله هو أني أتعاون مع مجموعة جديدة من الشعراء والملحنين لتقديم أغنيات جديدة بشكل مختلف عن ألبومي الأول، أمامي هدف واضح أريد الوصول إليه، وحاليا أعمل على ذلك”
وعلى مستوى التمثيل يظهر شرنوبي قريبا في مسلسل “لؤلؤ” من بطولة مي عمر وإدوارد، سيناريو وحوار محمد مهران وإخراج محمد عبد السلامة تحت إشراف المخرج محمد سامي “يتناول المسلسل قضية إجتماعية بشكل مثير”
كذلك يعمل شرنوبي مع المخرج هادي الباجوري على فيلم رومانسي جديد لكنهم مازالا في مرحلة الإعداد.
يصف شرنوبي حياته بأنه قصة من عدة فصول، لكل فصل هدف ما أن يصل إليه ينتقل إلى الفصل التالي والهدف التالي، حاليا يريد شرنوبي أن يذهب الجمهور إلى السينما لمشاهدة أفلامه، هذا هو هدفه وعنوان هذا الفصل من قصة حياته.
أسئلة إنجما السريعة
من هو مثلك الأعلى؟
لا يوجد
أكثر مكان تحب الذهاب إليه عندما تكون إجازة؟
نويبع
ما هي أسوأ عاداتك؟
أحتاج لكثير من الوقت أثناء استعدادي للخروج من المنزل
ما هي أفضل صفاتك؟
الإًصرار
أفضل جزء في شغلك؟
التخيل والإبداع
أيهما تفضل التراجيديا أم الكوميديا؟
الاثنان
إذا لم تكن ممثل أو مطرب، ماذا ستكون وظيفتك؟
طيار
تصوير: عماد قاسم
ستايلست: هدي وهبي
كوافير: مكي