عدد ديسمبر 2020
في عمر الـ 35 توقفت رضوى أمام المرآة تحاول أن تتذكر الشخص الذي كانت عليه، كانت تلك شرارة الثورة بالنسبة لها، ثورة على نفسها وزواجها وعلى المجتمع الذي يقرر كيف يجب أن تعيش المرأة وكيف يجب أن تظهر وكيف يجب أن تكون، الآن بعد 4 سنوات تغيرت حياتها بشكل درامي، فهي الآن قوة لا يستهان بها تؤثر في حياة الكثيرات عن طريق برنامجها “هي وبس” الذي تعبر فيه عن ما تمر به المرأة المصرية من صعاب وتحديات.
نجاح رضوى الشربيني دفع أمنية زايد نائب رئيس إنجما لإجراء حديث مطول معها لتعرف تفاصيل رحلتها لاستعادة حريتها وتحكمها في تفاصيل حياتها، وكيف أصبحت في عامها الـ 39 ملكة متوجة في قلوب نساء الوطن العربي.
تتذكر رضوى الشربيني اليوم الذي نظرت فيه إلى المرآة بعد زواج دام أكثر من 7 سنوات، ولم تستطع التعرف على انعكاس صورتها، من تقف في المرآة أمامها ليست رضوى التي حلمت بها قديما، شخص آخر لا تعرفه لكنها تعرف ما الذي آتى به لهذه النقطة، وقررت أنذاك أن تغير كل شيء، مشوار الألف ميل بدأ بقرارها لكن المدهش أن النتيجة لم تتأخر، الآن وبعد 4 سنوات فقط، تقف رضوى أمام المرآة فترى ما تمنت أن تراه وأكثر.
وهي الآن تعيش أفضل أيام حياتها وتنعم بنجاحها في تقديم برنامجها “هي وبس” على قناة سي بي سي سفرة، يعكس البرنامج تفاصيل حياة كل مرأة سواء كانت ربة منزل تعاني من أعباء المنزل أو امرأة عاملة تجمع بين نجاحها في الحياة العملية والشخصية أو فتاة مراهقة متحمسة لحياة مشرقة تحمل لها النجاح والسعادة. من خلال برنامجها لمست رضوى النقطة الأضعف في قلوب النساء من جميع الأعمار ومختلف الثقافات فهي تعبر بشكل واضح وصريح بلا أي مواربة عن ما تمر به المرأة المصرية.
أول ما لفت نظري في مقدمة برنامج “هي وبس” رضوى الشربيني كان عندما تكرر أمامي استنجاد الجمهور العادي بها في قضايا المرأة التي تتناولها مواقع التواصل الاجتماعي. دائما أرى اسمها حاضرا في التعليقات، كأن الجمهور العادي يطلب منها التدخل وتسليط الضوء على المشكلة المثارة. أثار هذا فضولي كيف تمكنت رضوى من الوصول إلى هذه المكانة؟ كيف تحولت إلى طوق نجاة للكثير من النساء؟ وكيف يثق كل هؤلاء أن تدخلها هي بالذات يعني الوصول إلى نتيجة مرضية؟
بعد الكثير من البحث أنبهرت بما وصلت له من معلومات عنها، وبعد شهرين كنت في استوديهات سي بي سي سفرة للاتفاق مع فريق عملها لإجراء هذا الحوار.
بينما كنت أجلس في غرفة الانتظار الخاصة بضيوف البرنامج، كان يجلس معي في نفس الغرفة سيدة في الأربعينيات من عمرها، تبادلنا التحية وأخبرتني أنها أجرت مداخلة تليفونية في الأسبوع الذي يسبق هذا اللقاء، وأخبرت رضوى أنها تحتاج مساعدتها، اتصلت بها رضوى بعد انتهاء البرنامج واستمعت لقصتها وطلبت منها الحضور لمقابلتها شخصيا، بهذه البساطة تجري الأمور في محيط رضوى.
“هذا ما تفعله رضوى طوال الوقت، فهي تتابع الكثير من الحالات بنفسها خارج الشاشة، أكثر بكثير مما نراه في البرنامج، فهي تحاول مساعدة أكبر عدد ممكن من النساء” قالت سلمى وهدان المنتجة المنفذة للبرنامج.
تركتني السيدة وذهبت للقاء رضوى الذي استمر لمدة ساعة قضيتها مع المخرج والمنتجة المنفذة لبرنامجها، بعدها دخلت رضوى لتصافحني “أهلا، أنا رضوى” لم تسعفني الكلمات للرد عليها، كان عقلي مشغولا بفكرة واحدة، هل مازلتي يا رضوى ترين نفسك تحتاجين أن تخبري من لا تعرفيه من أنت؟ بينما أنا مشغولة بأفكاري توجه رضوى الحديث للمنتجة المنفذة للبرنامج وتطلب منها أن تبقى على تواصل مع السيدة التي رحلت لتوها، وأن ترتب لقاء نصف شهري معها لأنها تحتاج إلى مساندة حقيقية.
في هذه اللحظة أدركت كيف تمكن هذا البرنامج من احتلال هذه المكانة في قلوب مشاهديه، السبب ببساطة أن أخيرا من يتحدث عن قضايا المرأة واحدة منهن، تعيش بينهن ولا تنظر لهن من برجها العالي الذي لا يعرف حقيقة ما تمر به المرأة المصرية.
“نجاح البرنامج لم يأت من فراغ، ولم يحدث فجأة، بذلنا مجهود كبير لتقديم الشكل النهائي المعروض الآن، رضوى عملت بجد للوصول لهذه المكانة” محمد الحلواني مخرج البرنامج.
“هذا البرنامج لا قيمة له بدون رضوى، هي السبب في استمراره، لا يمكن تبديلها، المشاهدون يحبونها بكافة تفاصيلها” سلمى وهدان المنتجة المنفذة لبرنامج “هي وبس”.
لهذا لا مفاجاة هنالك أن تفوز قناة البرنامج على موقع يوتيوب بالدرع الذهبي للبرنامج الأكثر متابعة في الشرق الأوسط، بأكبر عدد متابعين لبرنامج يخص قضايا المرأة. أجريت هذا الحوار على مرتين، في المرة الأولى تعرفت على رضوى سريعا، لكن كان اهتمامي منصبا على محاورة من حولها ومعرفة المزيد من المعلومات عنها عن طريق من يعملون معها بشكل دائم. وفي المرة الثانية قررت أن أجري معايشة كاملة ليوم في حياة رضوى، حضرت مبكرا لأراقبها وهي تعمل وتستعد لحلقة جديدة من برنامج “هي وبس” شاهدتها تعمل على كل التفاصيل بنفسها، تراجع كل الخطوات وتتأكد من أن كل شيء يسير كما خطط له. في الفواصل الإعلانية للبرنامج، تتحول رضوى من مذيعة البرنامج الأهم في الشرق الأوسط إلى أم تتواصل مع بناتها لتطمئن عليهما، وتتأكد أن أمورهم تسير بشكل مثالي، وبعد انتهاء الحلقة تجتمع مع فريق عملها للحديث عن الحلقة المنتهية والحلقة القادمة، يوم كامل من العمل الشاق المتدخل في كافة التفاصيل.
وعندما جلسنا سويا أخيرا، رأيت شخصية جديدة تظهر أمامي، ليست تلك المرأة القوية المستقلة بل مجرد امرأة عادية تشبه الكثير من نساء مصر المكافحات من أجل حياة أفضل لهن ولأسرتهن، هكذا تصف رضوى نفسها، فهي تدمع من ذكرياتها المؤلمة، وتبتسم في خجل مع أي تعليق يثني عليها، ولا تجد حرج في السخرية من نفسها.
لم تكن رحلة صعودها سهلة، كانت تحلم في صغرها بأن تصبح مصممة أزياء، لكنها أتبعت وصية والدها ودرست الإعلام. عملت بعد الدراسة في مجال البترول بعيدا عن حلمها وعن وصية والدها، لكن بتشجيع من والدتها وبمساعدة بعض الأصدقاء، كان ظهورها الأول في قناة المحور في حلقتين متتاليتين كمذيع مساعد. في عام 2003 ألتحقت ببرنامج تدريبي للمذيعين بقيادة أنطوان كاسابيان وفي نهاية الدورة كانت من الخمسة الأوائل المرشحين للعمل بقناة آيه آر تي.
يبدو أن القدر كان يحمل لرضوى خطة مختلفة عن الخطة التي صنعتها لنفسها.
أثناء تسجيل أول حلقات برنامج “ليالي آيه آر تي” أعادت رضوى تسجيل المقدمة 38 مرة، لدرجة أن مخرج البرنامج سألها “هل أنت متأكدة من رغبتك في العمل كمذيعة؟” كانت الإجابة في ذهنها حاضرة “بالتأكيد لا أريد هذه المهنة” لكن طبيعية شخصيتها أجبرتها على قبول التحدي فهي شخص لا يقبل الهزيمة، واستطاعت أن تستمر لمدة 5 سنوات في تقديم البرنامج الناجح “بروبجندا تي في” في نفس الوقت الذي لم تترك فيه عملها في مجال البترول بالإضافة إلى زواجها وانجابها لطفلتها الأولى، بعدها انتقلت لقناة الحياة ليأتي مع انتقالها قرار بإيقاف كل شيء من أجل تربية رضيعتها.
7 سنوات مرت على رضوى بعد زواجها أنجبت في تلك السنوات طفلتيها وزاد وزنها بشكل ملحوظ وأبتعدت عن الطريق الذي رسمت لنفسها، وأبتعدت عن الأضواء تماما، وتحولت إلى شخص لا يعرفه أحد حتى هي نفسها.
لم تستطع التحمل أكثر من ذلك وثارت على حياتها القديمة، رحلت ولم تنظر خلفها، وفي يدها اصطحبت أحلامها القديمة وابنتيها “لا أندم على شيء لو عاد بي الزمن مرة أخرى سأفعل ما فعلته مرة أخرى، الإنسان نتاج ما مر به، لو لم أمر بكل هذه الصعاب لما وصلت لهذه المكانة”.
تتذكر رضوى الموسم الأول والثاني من برنامج “هي وبس” الذي صنع عودتها للأضواء، في ذلك الوقت شاركت رضوى قصتها الشخصية مع المشاهدين ولم تخجل من دموعها التي تنهمر وهي تحكي كيف كان قرار الانفصال قرار صعب، وتحدثت كثيرا عن معاناتها، تحدثت برأس مرفوعة عن رحلتها في خسارة أكثر من 30 كيلوجرام من وزنها، وعن يد الله التي رسمت لها الطريق الذي أوصلها لهذه المكانة.
“أسميها إرادة الله التي أنقذتني من اليأس والإحباط والألم، بعد أن طرقت الكثير من الأبواب بلا إجابة، وبدون مقدمات أتى لي اتصال من قناة سي بي سي سفرة يطلب مني تقديم برنامج عن المرأة، حتى الآن لا أعلم من رشحني لهذا الدور”.
لم تصدق رضوى ما يحدث حتى بعد تصويرها لإعلانات البرنامج، فقط شعرت أن ما يحدث حولها حقيقي، عندما شاهدت إعلان برنامجها في التلفزيون، حينها فقط تنفست أخيرا وهي تعرف أنها عادت لطريقها مرة أخرى، والآن بعد 4 سنوات تتذكر رضوى هذه الرحلة بعيون دامعة وقلب يشعر بالرضا.
عندما بدأ البرنامج عام 2017 كان من المفترض أن يكون برنامج بسيط مكون من 4 فقرات عن الموضة والجمال وكل ما يمكنه أن يجعل حياة كل امرأة أفضل، جاء حديث رضوي عن حياتها الشخصية بمحض الصدفة ولم تكن تخطط له إلا أنه ساهم في النجاح الساحق الذي حققه البرنامج فقد قوي الرابطة بين رضوي ومشاهدينها وجعلهن يشعرن أنها واحدة منهن.
“عندما أتطرق بالحديث عن حياتي الشخصية فذلك لتعريف المشاهدين أن هؤلاء الأشخاص الذين ترونهم بالتليفزيون مرحين ومبتسمين واجهوا ومازالوا يواجهون العديد من المشاكل في حياتهم. لا يوجد أحد حياته خالية من المشاكل ولكن اختيارنا لكيف نواجه هذه المشاكل هو ما يجعلنا ما نحن عليه، هناك نور بعد الظلام وهناك أمل وربنا موجود”.
كان أثر الحديث عن حياتها الشخصية ساحرا عاد عليها بالمزيد من الثقة والمحبة، وكان لرد الفعل العظيم هذا الفضل في تطوير فقرات البرنامج وتنويعها بناء على طلب المشاهدات اللاتي أصبحن يرسلن مشاكلهن للبرنامج لأخذ رأي رضوى وبناءا عليه تم إضافة فقرة “اسأل رضوى” التي ترد رضوي من خلالها علي أسئلة المشاهدين، وقد حازت هذه الفقرة علي نجاح كبير ولقت رواج علي مواقع التواصل الأجتماعي.
فقد شعرت كثير من السيدات بالسعادة لوجود سيدة تعبرعن وجهة نظرهن علي شاشة التليفزيون بينما كان الكثير من الرجال سعداء لقيام رضوى بتقديم النصيحة لبناتهم وأخواتهم، وبالطبع شعر بعض الرجال بالغضب لتشجيع رضوى النساء علي عدم قبول الضرب والإهانة والخيانة مهما كانت ظروفهن الاجتماعية.
وأصبحت كلمة رضوى الشهيرة “سوف أتدخل لحل هذا الموضوع” مصدر راحة وأمان للكثير من السيدات في الوطن العربي الاتي شعرن أنها حقا تشعر بهن وما يمرون به.
تقول رضوى “أؤمن كثيرا بتأثير الكلام على الأشخاص، كلمة قد توجع وكلمة قد تشجع، كلمة تدفعك للأمام 500 خطوة، وكلمة واحدة ترجعك 6000 خطوة، كلمة تساعدك على الحياة وكلمة قاتلة تنهيها، عندما أتحدث على الهواء أقول ما تمنيت أن يقوله لي أحد وأحاول تقديم المساعدة كما تمنيت أن يقدمها لي أحد. وعندما أتحدث للفتيات صغار السن فأنا أتحدث اليهن كما أتحدث مع بناتي”.
يقول محمد الحلواني مخرج البرنامج “تهتم رضوى حقا بالمشاكل التي تأتي للبرنامج، كثيرا ما أنصحها أن تنتبه لما تقول لأنها تتحدث بحرقة وعفوية شديدة قد يفهمها البعض بشكل غير صحيح، ولكنها فعلا تهتم لأمر السيدات وتود أن تفعل ما بوسعها لمساعدتهن.” بخلاف المشاكل التي يتم طرحها على الشاشة يستقبل البرنامج الكثير من المشاكل علي صفحات التواصل الاجتماعي ويعمل فريق عمل البرنامج بالكامل على حلها خلف الشاشة.
تقول سلمى وهدان المنتجة المنفذة للبرنامج “رضوى لا تنام، هي على تواصل دائم مع فريق الإعداد سواء لإعداد الحلقات القادمة أو لمساعدة بعض الحالات التي يستقبلها البرنامج، فهي تسعى أن يكون كل شئ على أكمل صورة، وعلى الرغم من ضغط العمل إلا أن رضوى محبوبة من كل العاملين معها فهي تحترم الجميع وتستمع إلى أرائهم وتشكرهم على عملهم وتدعمهم مما يجعل الجميع يرغب في إعطائها وإعطاء البرنامج أفضل ما لديهم”.
ترى رضوى أن السبب الرئيسي خلف نجاح برنامج “هي وبس” هو فريق عملها الذي يعمل بجد على مدار الساعة، والدعم الذي تلقاه من قناة سي بي سي سفرة فهي تقدر كثيرا العمل الشاق الذي يقدمه الجميع لضمان استمرارية نجاح البرنامج وبقائه على القمة، ولكنها أيضا تلعب دورا رئيسيا في ذلك، فهي ترى أن عملها كمذيعة يشبه عمل الطبيب، هو في حالة دراسة دائمة، فهي تدرس ضيوفها جيدا قبل مقابلتهم، على مدار 4 سنوات لم يحدث ولو لمرة واحدة أن جلست مع ضيف لا تعلم عنه أي شيء، الأمر لا يقتصر على دراسة الضيوف بل أيضا قراءة كل ما يستجد في مجال الإعلام وقضايا المرأة لتصبح دائما على مستوى الحدث، عناصر النجاح كثيرة وهي تحاول تغطيتها جميعا، هي تشعر بالرضا والتوفيق نتيجة توفر جميع العناصر التي تساعدها على النجاح، والدعم الذي تتلقاه من كل من حولها، وتعمل جاهدة على أن يكون خطابها مناسب لجميع الأعمار السنية والثقافات المختلفة فهي تستهدف نساء مصر والوطن العربي، وهي شريحة كبيرة محاولة الوصول لهم صعبة “أعمل دائما على أن يكون خطابي ومظهري غير جارح، لا أريد أن تمنع أم ابنتها من مشاهدتي بسبب خطابي الحاد أو الخارج، كذلك لا أريد أن يمنع أب ابنته من مشاهدتي خوفا عليها من ملابس جارحة أرتديها ولا تناسب شريحتهم الاجتماعية أو معتقدهم الديني، والأهم من كل ذلك وظيفتي ليست الكلام فقط وتوجيه النصائح للجميع، الأهم هو الإنصات وملاحظة التفاصيل في حكايات النساء، الاستماع يأتي في المرتبة الأولى عندي قبل الحديث”.
كثيرا يؤدي النجاح إلى الشهرة، وأحيانا يعقب الشهرة كثير من المشاكل، مع النجاح الشديد لبرنامج “هي وبس” أصبحت رضوى شخصية مشهور جدا، أصبح كل ما تقوله تجت المجهر، تتعرض حلقاته لمتابعة دقيقة تبحث عن أي خطأ من أجل الهجوم عليها، ونظرا لعفوية رضوى تقع أحيانا في بعض المشاكل ومؤخرا إزدادت هذه المشاكل، لكن قبل أن تبدأ رضوى بالدفاع عن نفسها، يأتي حائط الصد الأول من متابيعها، الذين يريدون استمرارها، وأكبر مثال على ذلك كان “هاشتاج” تصدر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #ادعم_رضوى وهذه العلاقة الخاصة بين رضوى ومتابيعها كانت أفضل دليل على أنها ليست مجرد مقدمة برامج بالنسبة لهم، يراها البعض مثل أعلى يستحق الدفاع عنه وتقديم كل أنواع الدعم له، مثلما دعمت هي النساء عبر 4 مواسم من البرنامج.
بالرغم من أن رضوى حياتها العملية كمذيعة بدأت منذ 16 عام إلا أنها نالت شهرتها الواسعة مؤخرا بسبب تقديم برنامج “هي وبس” قد يراها البعض شهرة بدون مقدمات لكنها سبقها سنوات من التجهيز والاستعداد “أنا أكره الشهرة، يرى بعض الناس أن ما لا تبحث عنه يأتي إليك، وهذا ما حدث معي، لم أحلم يوما بالشهرة، كان هدفي أن أعمل وأعول أسرتي وأساعد النساء من حولي، الشهرة شيء مخيف جدا، لا أريد أن يراني الناس نجمة، النجوم بعيدة وأنا لست بعيدة عن الناس، أنا واحدة منهم”.
تتذكر رضوى أثناء رحلتها إلى بعض الدول العربية عام 2018، كانت وجه معروف تستقبل تحية الجمهور أثناء سيرها في الشوارع، كان هذا صادما جدا لها، بعد عودتها تحدثت مع أحد أصدقائها عن فرحتها بالشهرة التي نالتها في الدول العربية، فكان رده أن تلك السعادة هي بداية نهاية رحلتها ومشوارها كمذيعة، كان درس مهم جدا، تقف أمام المرآة يوميا لتذكر نفسها بأنها “لست كما يراني الناس، أنا أعرف حقيقة نفسي وما ينقصني ولن أجعل حب الناس لي مصدر كسل أو مبرر للتوقف عن العمل بجد”.
الاستمرارية في تقديم نفس المنتج بنفس الجودة لمدة طويلة هو النجاح من وجهة نظر رضوى، لا تفكر رضوى في إثارة الجدل أو “التريند” لكن كل ما يشغلها هوعدم خيانة ثقة المشاهد، ولهذا يستمر الكثير من النساء في إرسال مشاكلهن لرضوى باحثات عن الحل عندها، كما تراها رضوى نعمة من الله تراها مسئولية ثقيلة وحمل نفسي لا يستهان به خاصة عندما تكون المشاكل صعبة الحل “لابد أن أعترف أن هناك متعة شخصية أشعر بها عندما أقف بجانب النساء، أؤمن أن كل مساعدة أقدمها ستعود لي يوما ما، أنا شبه متأكدة أنني لن أترك لبناتي أموال أو ثروة، سأترك لهم خير فعلته سيرد لهم على مدار حياتهن، دائما أخبرهن أن مساعدة الناس فرض، مهما كان حجم تلك المساعدة صغير، لكن في نفس الوقت لا أريدهن مثلي، أريد أن تكون لهن شخصية مستقلة، من يحاول أن يشبه أحد لا يصل لأي شيء ويضيع تماما في طريق الحياة.”
أما عن المستقبل تقول رضوى “إمبارح انتهى ولا يخصني، اليوم ملكي وغدا لا يعلم به إلا الله، أتمنى أن أستمر في تقديم برنامج هي وبس، أعامله مثل أبنائي، لكن لا أحد يستطيع ضمان المستقبل أو توقع أحداثه، أنا سعيدة جدا بأي شيء يكتبه الله لي، لا أخاف أي شيء، تصالحت مع نفسي بأنني تسامحت مع الماضي، لا أحمل أي ضغينة لأي شخص ولن أحملها أبدا، أنا لا أنظر إلا للأمام، أمضيت الكثير من الوقت في تعلم التصالح مع الماضي، لكن في نفس اللحظة التي أغلقت فيها صفحة الماضي، ابتسمت لي الحياة وفتحت ذراعيها”.
تصوير: بيلو حسين
ستايلست: سعيد رمزي
موقع التصوير: فيلا من تصميم شركة “ستوديو فايف”
مكياچ: دينا ديميتري
كوافير: الفريد من صالون الفريد و مينا