عدد يوليو 2021

مقدمة البرامج التلفزيونية اللبنانية الجذابة والممثلة والمغنية رزان المغربي التي اقتحمت حياة المشاهدين العرب في أوائل الألفينات بجاذبيتها وسحر شخصيتها الذين علقوا في أذهان المشاهدين لمدة عقدين من الزمن، ولكنها دائما ما تجد نفسها وسط الشائعات والجدل الواسع حول حياتها.

تواجه رزان كل تحديات مجال عملها بقوة وثبات وهو السبب نفسه الذي يحبها الجمهور لأجله ويحترمه في شخصيتها.

تتميز رزان بالقدرة على جذب انتباه الجمهور كل مرة بسبب غموضها وعدم اعتيادها على تقديم الشيء نفسه، زران مغربي هي الاختيار الأمثل لغلاف “الترفيه” لمجلة إنجما. في أجواء صيفية ممتعة في فندق نايل ريتز أجرت رزان جلسة تصوير مميزة ثم جلست ليحاورها عز التركي ومحيي الدين أحمد في حوار صريح ومميز.

سواء كانت على خشبة المسرح أو في التلفزيون أو السينما حتى على المستوى الشخصي لرزان حضور طاغي لا يمكن تجاهله، أدهشني صدقها وانفتاحها عندما التقينا لأول مرة في صباح يوم التصوير. وعلى الرغم من أن التصوير بدأ في الصباح الباكر، فقد جائت رزان مليئة بالنشاط والطاقة، وهو عكس ما نعتاده من المشاهير الذين يفضلون الاسترخاء في الصباح ومباشرة أعمالهم ليلا.

وزعت رزان هذه الطاقة على من حولها جميعا وتحدثت مع كل من الفريق وهم يجهزونها للكاميرات. نظرا لكونها تحب عملها وصادقة به، كانت مهتمة بكل التفاصيل من حولها.

عندما أصبح كل شيء جاهزا للتصوير ، ظهرت رزان مرتدية فستانا صغيرا مقلما ملونا مما تسبب في جذب انتباه كل العيون حولنا بداية من ضيوف الفندق حتى العاملين به.

كانت تخطف الأنظار مع كل فستان جديد ترتديه من أجل جلسة التصوير وكانت حقا تستمتع بكل لحظة بالرغم من شمس يونيو الحارقة في القاهرة. وبعد الانتهاء من التصوير، عادت إلى فستانها الصيفي، واستعدت لحوار صريح.

تحب رزان المرح والاستمتاع بالحياة بعيدا عن الهموم والمشاكل وهو ما يعطيك انطباع خاطئ عن شخصيتها، فهي لديها فلسفة عميقة جدا في تناول الأمور وتحتاج للوقت لفهمها حقا،  والبداية من عند طفولتها.

عندما كانت طفلة، نشأت في بيروت وقت الحرب، وكانت تقضي الكثير من الوقت في الملاجئ لتظل آمنة بينما تستمع إلى الأصوات المرعبة للصواريخ وإطلاق النار. على الرغم من ذلك، حين تتذكر طفولتها، فهي تركز على الأوقات الجيدة. “كنت طفلة سعيدة وكنت محبوبة جدا، فأنا مزيج من أبي المحامي وأمي المليئة بالحب” . بسبب الحرب كان علينا السفر كثيرا إلى بلدان مختلفة ، واضطررت إلى تبديل المدارس كثيرا أثناء صغري وكان من الممكن أن يؤثر ذلك علي سلبا بينما أنا أراه كان مفيدا في تطوري ونموي من وجهة نظري.

النشأة في تلك الظروف والأوقات الصعبة كانت السبب في أن تتعلم رازان قيمة الأشياء المهمة في الحياة، حيث أنها لا تهتم بالأموال الطائلة أو العيش في رفاهية مطلقة ولا تهتم كثيرًا بالجانب المادي المصاحب لنجوميتها “لا أحب أبدًا شراء الأشياء لمجرد امتلاكها ولا أهتم حقًا بامتلاك الأشياء أو التباهي بها، لقد فقدت كل مجوهراتي في الحرب، ما يهمني حقا هو التمسك بسعادتي وذكرياتي، فأحب التمسك بالأشياء التي لا يمكن لأحد أن يأخذها مني، مثل ذكرياتي السعيدة وهو ما تعلمته في سن صغيرة جدا وحافظت عليه طوال حياتي”.

من ضمن الأفكار الأساسية في حياة زران هي التفوق في أي شيء تفعله، فقد حصلت على أول فرصة كمذيعة تلفيزيون عام 1992 وقدمت العديد من الأعمال من المختلفة حتى أصبحت من الأسماء الناجحة اللامعة في مجال تقديم البرامج والسينما ومن ضمن هذه البرامج التلفزيونية الناجحة Deal or No Deal و Good Life  وقدمت أيضا من الأفلام الناجحة “حرب إيطاليا” جنبا إلى جنب مع أحمد السقا ونيللي كريم وفيلم “حسن طيارة” أمام خالد النبوي.

أصبحت رزان أيضا مغنية بوب شهيرة، وحققت نجاحات مثل أغنية “لو حب ده” ولا تزال يستمع إليها الجمهور حتى يومنا هذا. بمهاراتها المتنوعة ، أصبحت ظاهرة فريدة من نوعها.

في عام 2021  تشعر رزان أن صناعة الترفيه مختلفة تماما عما كانت عليه في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تلوم كثيرا تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وكيف يتم قياس النجاح في الوقت الحاضر. تقول رزان: “لقد أصبح هناك سباقا نحو أكبر عدد من المتابعين والمشاهدين، أو أكبر عدد من التفاعل.”

“وسائل التواصل الاجتماعي مزيفة للغاية حيث يتم الإشادة بالناس الآن على أي شيء للدرجة التي تجعلهم يختلقون مواقف في حياتهم من أجل الحصول على أكبر عدد من التفاعل وهذا شيء مادي للغاية. لا أريد أن أصبح ذلك الشخص، لقد كان لدي مسيرة مهنية ناجحة وجميلة للغاية، لكن عدد المتابعين لدي ليس كبيرا على Instagram هذا لأنني لا أهتم بوسائل التواصل الاجتماعي.”

عادة يستخدم النجوم منصاتهم لنشر الرسائل المهمة لهم ولكن كان لرزان وجهة نظر مختلفة فقالت: “ما أريد نشره حقا هو السعادة، هذه هي رسالتي، لا أريد أن أنصح الناس ولا أعظهم، أنا أحب عملي وفني وأحب أن أسعد الناس من خلاله.”

تجعل أعمال رزان الفنية الكثير من الناس سعداء، إلا أنه  بطبيعة الحال هناك وجها أخر للقصة، فهناك القليل من الناس يسعدهم نقد رزان ومهاجمتها وإثارة الشائعات حولها. تعترف رزان بأنها كانت محل جدل على مر السنين وكالعادة بنظرة مختلفة تقول رزان: “الجدل جزء من شخصيتي! وأنا حقا أحب أن يتابع ويتحدث الناس عما أفعله، فأنا صريحة جدا وأحب ذلك.”

ومع ذلك، كونك مثيرا للجدل لا يخلو من المخاطر، ولكن رزان تفعل ما تريد بغض النظر، بعد أن عاشت في العديد من البلدان المختلفة  وعملت مع العديد من الأشخاص المختلفين ثقافيا، فإن حياتها هي ملكها تماما ولن تسمح لأحد أن يغير هذا. وتذكرت حينها نصيحة قدمتها لها الفنانة العالمية شاكيرا: “أنت تعرفين نفسك منذ وقت طويل، لا أحد يعرفك أكثر مما تعرفيه عن نفسك”  وبالفعل لقد عرفت نفسي منذ 25 عاما، منذ اليوم الذي ولدت فيه” وأتبعتها بضحكة عالية.

بعد أكثر من 20 عاما من مسيرتها المهنية، عملت رزان جاهدة على تطوير مسيرتها الفنية وحققت الكثير من النجاحات، ولكن بالرغم من ذلك فإنها غير راضية عن مكانتها اليوم في الوسط الفني، حيث وضحت “أريد العمل مع الكثير من الأشخاص، ليس عليهم أن يكونوا مشهورين، بل يجب أن يكونوا شغوفين بالفن فقط، أرى نفسي قادرة على صنع الكثير من المحتوى الفني الجيد، أنا فقط بحاجة إلى فريق موهوب ينفذ معي مشاريعي القادمة، لا يفكرون إلا في صناعة الأشياء الناجحة الصاخبة.”

بالرغم من إحباطاتها، لا تزال مشغولة في بعض الأعمال ففي عام 2020، عادت إلى بيروت لتصوير البرنامج الرمضاني الناجح، اغلب السقا “تحدي السقا”، والذي كان بمثابة لقاء ثان وعودة قوية مع نجمها أحمد السقا.

في العام نفسه، صورت أيضا الموسم الثاني من برنامجها الناجح مهيب ورزان في رمضان، مع المذيع الرياضي الشهير مهيب عبد الهادي.

تقول رزان إن بعض سلبيات الشهرة تكمن في الضغوط وضرورة وجودها في أكثر من مكان في نفس الوقت، وهو الأمر الذي يزعجها وتحاول دائما السيطرة عليه حين قالت “لا أحب الذهاب إلى كل حدث، وكل سجادة حمراء. قد يبدو الأمر كما لو أنك “فاضي” لا يشغلك أمورك المهنية أو الاجتماعية، وهذا ليس حقيقيا. لم أهتم بكل هذه الاحتفالات سابقا، ولا أعلم صحة قراري هذا ربما كان أحدث فارقا في حياتي إذا حرصت على كل هذا الوجود، وربما وفقت في اختياري وقراري. فأنا أريد فقط البقاء في المنزل وأرى دائما أننا نصنف الأشخاص بناء على عوامل ومظاهر غير حقيقية حيث أننا نهدر حياتنا” وأضافت “عليك الانتباه حتى تتعرف على نفسك عندما تنظر في المرآة بعد 30 عاما.”

عندما لا تتألق رزان على الشاشة، فهي في المنزل مع عائلتها، تهتم كثيرا بتربية ابنها البالغ من العمر سبع سنوات. “ليس لدي مربية، وليس لدي خادمة وليس لدي سائق. أفعل كل شيء بنفسي في المنزل وخارجه. أنا أعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. إذا لم أكن في تصوير برامجي التلفزيونية أو أعمل على أي مشاريع فنية فأنا موجودة في المنزل، وأرى أنني محظوظة جدا في زواجي لأني شخص نشيط للغاية وأحب الحركة كثيرا، بينما زوجي شخص هادئ وهو المزيج المثالي.”

أما عن مستقبل رزان مغربي، فأصبحت رزان على معرفة بنفسها أكثر من أي وقت مضى. فإنها تعلم ماذا تريد حقا من حياتها المهنية والاجتماعية وما لا تريده بالتحديد. في هذه الفترة تعمل حاليا على بعض المشاريع الموسيقية  الجديدة ولمحت لنا عن احتمالية مشاركتها في بعض مشاريع التمثيل قريبا.

وتؤكد أن الأهم بالنسبة لها هو العمل على العودة إلى جذورها والاستمرار في اكتشاف من هي كإنسان في المقام الأول. وختمت رزان حديثها معي “أريد أن أكون بمفردي على ما أظن، فأنا أحب صحبتي كثيرا وأريد التركيز على صنع كل الأشياء من حولي بطريقة صحيحة تصل لحد الكمال في جميع جوانب حياتي.”

تصوير: خالد فضة

ستايلست: هدى وهبي

موقع التصوير: فندق النيل ريتز كارلتون

مكياچ: علاء التونسي

كوافير: بشوي من صالون محمد الصغير