عدد سبتمبر 2021

وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، والوقوف بجانب نجم جماهيري بشهرة تامر حسني ليس بالأمر السهل على الإطلاق، الجميع يفكر في طبيعة وتكوين المرأة التي تقف بجانب هذا النجم، كيف تتعامل معه وكيف تتقبل طبيعة عمله الصعبة جدا، الأمر لا يتوقف على دعم ومساعدة زوجها، فهي لها مشاريعها وأحلامها الخاصة التي تخطط لها.

حاورت إنجما بسمة بوسيل لتعرف طبيعة شخصيتها وطريقتها الخاصة في التعامل مع التحديات المحيطة بها وبأسرتها، وكان الحوار شيق وبسيط بلا أي تحفظات أو حسابات.

عرفت بسمة طريق الشهرة عن طريق مشاركتها في برنامج ستار أكاديمي في الموسم السادس عام 2009 ثم زادت شهرتها بعد زواجها من النجم تامر حسني، حاليا لدى بسمة عالمها الخاص فهي تملك خط تجميل يحمل اسمها وتطمح في اقتحام عالم الموضة.

ولدت بسمة في المغرب والتحقت بكلية الطب عن طريق منحة دراسية من جامعة فرنسية ولكن بعد شهرين من بداية الدراسة أتت فرصة ستار أكاديمي “عندما تم قبولي في ستار أكاديمي اضطررت لتأجيل دراستي لمدة سنة، وكنت أظن أني سأعود مرة ثانية لدراسة الطب، لكن بعد العودة للمغرب شعرت أني لا أريد الابتعاد عن عائلتي مرة أخرى والحياة في فرنسا مختلفة ولم أكن سعيدة بها، اقترحت الأمر على والدي رحمة الله عليه ووافق، فقررت تغيير تخصصي الدراسي إلى إدارة الأعمال.”

بعد مرور عامان من دراستها في المغرب سافرت بسمة إلى مصر واستكملت دراستها عبر الإنترنت “بعد وصولي إلى مصر لم أنظر خلفي مرة أخرى، مصر تخطف قلب كل من يزورها، المصريون من أطيب الشعوب العربية ويتميزون بالكرم الشديد، لذلك عرفت لماذا يحب الشعب المغربي مصر، بالتأكيد في كل مكان الطيب والشرير، لكن هنا الطيبة تغلب على كل شيء، فخورة جدا بكوني مصرية مغربية، ودائما ما يخبرني أبنائي بأنهم فخورين بكونهم مصريين ومغاربة، لأنهما بلدان لهما حضارة عريقة.”

عندما تسترجع بسمة ذكرياتها في ستار أكاديمي، ترى أنها كانت نقطة تحول في حياتها، وتتذكر عندما ذهبت لتجارب الأداء، كانت على وشك السفر لفرنسا لتبدأ دراستها، وذهبت لتجارب الأداء دون علم أهلها ورغم وجود آلاف من المتقدمين، إلا أنها كانت تشعر بأنها سيتم اختيارها، وسافرت بالفعل وبدأت دراستها في فرنسا، لكن لم يكن الطب رغبتها الأولى كانت ترغب في دراسة الهندسة، لكنها لم تنجح في اختباراتها ونجحت في الطب “ستار أكاديمي من أفضل التجارب التي حدثت في حياتي، جعلتني شخصية مستقلة وقوية، واستطعت تجاوز الكثير من الأمور مثل عدم وجودي بين أسرتي وأصدقائي، البرنامج قوانينه صارمة، يأخذون منك أموالك وملابسك وهاتفك المحمول، وتصبح وحيدا وسط قوانين كثيرة، لتواجه شخصيتك الحقيقية دون أي تجميل.”

من أصعب قوانين برنامج “ستار أكاديمي” هو الضغط  الذي يتعرض له المتسابقين بسبب مشاهدة الملايين لهم على مدار 24 ساعة وهو ما شعرت به بسمة بالفعل، تجربة صعبة لكنها تعلمت منها كثيرا “قبل ستار أكاديمي لم يكن لدي القدرة على رفض أي شيء، لكن وجودي في البرنامج شكل الكثير من شخصيتي، وجعلني أقوى، على سبيل المثال؛ عندما درست الطب كان لمجرد قبولي فيه لكنها لم تكن رغبتي، لكن بعد العودة من ستار أكاديمي، أصبحت قادرة على رفض استكمال دراسة الطب، أنا شخصية إيجابية في المطلق، وهو ما ساعدني في عبور مراحل مختلفة من البرنامج، كنت أركز على الجوانب الإيجابية والمميزات.”

الحديث عن ستار أكاديمي جعل بسمة تتذكر الكثير من الأشياء من تلك الفترة، وكانت سعيدة بجلسة التصوير بشدة، بسبب أن الجلسة كانت في “أو باي ميشال” الذي يمتلكه ميشال فاضل أحد مدرسيها في ستار أكاديمي، ميشال فاضل كان ينظر لها بإعجاب شديد ويخبرها بأنها تطورت كثيرا منذ أن قابلها في بداية مشوارها وأصبحت نجمة على أغلفة المجلات.

لم تكن تعرف بسمة الخطوة التالية بعد ستار أكاديمي، لم يكن هناك خطط واضحة ولم تتخيل أن الخطوة التالية هي مقابلة تامر حسني “اليوم الذي قابلت فيه تامر تغيرت حياتي تماما، كنت في بداية رحلتي الفنية وكان تامر بالنسبة لي مثل أعلى أتطلع له، قابلته عندما أتيت للقاهرة وكان يدعمني بشدة وأصبحنا أصدقاء، وساعدني في أن أوقع عقدي الأول مع المنتج محسن جابر وكان تامر نفسه المشرف الفني على الألبوم، وأنا كنت دائما أريد التعلم منه، وبعد سنة من الصداقة طلب تامر الزواج مني، وظننت وقتها أنها مزحة ولكن تذكرت كل مواقف تامر معي فوجدت طلبه منطقي ويشبه تصرفاته معي منذ أول يوم قابلته فيه، استمرت فترة الخطوبة لمدة 6 أشهر ثم تزوجنا، وجودي بجوار تامر ساهم في نضج شخصيتي، حبي له يزداد مع الوقت، أظن أي شخص يعرف تامر جيدا يحبه بسهولة، هو شخص داعم بشدة ويحافظ على شريكته، وهي صفات تحبها أي فتاة.”

بالطبع الزواج من واحد من أكبر نجوم الوطن العربي به الكثير من الضغوطات “ليس من السهل على الإطلاق الزواج من فنان بحجم شهرة ونجاح تامر، الأمر يتطلب شخصية قوية ويجب أن يكون الشريك نفسه داعم بشدة، هناك أوقات أفقد قدرتي على الصبر لأن الظروف ضاغطة جدا، لكني دائما أسعي لأكون زوجة وأم مثالية، بسبب مسئوليتي كأم لثلاثة أبناء، أريد حمايتهم وفي نفس الوقت أحرص ألا تتحول تلك الحماية لضغط يجعلهم يخفون عني تفاصيل حياتهم الخاصة، أعلم أولادي أن طبيعتهم الشخصية ونجاحهم الشخصي في الحياة يجب أن يكون مصدر فخرهم وليس نجاح والدهم، ودائما ما أذكرهم بأن يجب عليهم مساعدة الآخرين، مشروعي القادم فكرته هي مساعدة الغير وأنوي أن أشرك أبنائي به.”

بسمة كغيرها من الأمهات التي تهتم وتتدخل في كافة تفاصيل أبنائها وتحب أن يكون منزلها منظم “كل شيء في منزلي منظم بما في ذلك الطعام، أفرض على المنزل شكل حياة صحي، بداية من الطعام الصحي ودفعهم دائما لممارسة الرياضة، وعندما اسافر يجب أن يكونوا تحت رعاية شخص أثق فيه، وغالبا ما تكون أمي.”

بسمة ليست فقط زوجة وأم مثالية هي أيضا سيدة أعمال لها خططها الشخصية “تعلمت من دراستي لإدارة الأعمال القدرة على فعل أكثر من شيء في الوقت نفسه، وتعلمت العمل مع فريق حتى لو كان هذا الفريق أسرتي.”

بعد حصولها على بكالوريوس إدارة الأعمال درست بسمة الموضة في “الأكاديمية الإيطالية للموضة” وكان  بعد إنجابها لأطفالها، استغلت وجودها في المنزل بجانب أطفالها في الدراسة وكانت في نفس الوقت تساعد تامر في اختيار ملابسه بناء على ما درسته في الأكاديمية، أطلقت بسمة بعد ذلك “بسمة بوسيل كوزمتيكس” و”بسمة بوسيل ديزاينز” وتحدثت عن ما تفعله هذه الأيام “حاليا أفكر في الموضة بشكل كبير وأعمل على مشروع ضخم.”

وقريبا سيتم إطلاق خط الموضة الخاص بها “بسمة بوسيل ديزاينز” بالإضافة إلى منتجات “بسمة بوسيل كوزمتكس” التي ستكون موجودة في السوق المصري قريبا، وستكون إنطلاقتها من مكتبها في الشيخ زايد “متحمسة بشدة لمشروعي الجديد، أراه جزء من شخصيتي.”

وعند سؤال بسمة عن شيء ندمت عليه وإن عاد بها الزمن لن تكرره، كان ردها بأنها ندمت على خروج مشكلتها الأخيرة مع تامر حسني على السوشيال ميديا “ندمت أني تصرفت بهذا الشكل، لم تكن خطوة صحيحة، لا يجب أن تخرج حياتنا الخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة أن المشكلة كانت بسيطة الحجم ولا تستحق كل هذه الأحاديث، وإن عاد بي الزمن لن أكرر هذا الفعل، وليس لدي أي شيء آخر أندم عليه، أؤمن أن كل شيء يحدث لسبب بما في ذلك الأمور السيئة.”

قد تعتقد أن هذه الحياة الضاغطة تجعل بسمة تختار الراحة في إجازة نهاية الأسبوع، لكن على العكس “في إجازة نهاية الأسبوع يجب أن أصطحب أبنائي لمكان جديد ليشاهدوا أشياء جديدة.”

 وبسؤالها عن أصدقائها “لدي أصدقاء في الوسط الفني لكن أقرب أصدقائي من خارج الوسط، البعض يظن أني شخص خجول وغير اجتماعي لكن القريبين مني يعرفون الحقيقة.”

في نهاية الحوار تمنت بسمة أن يتوسع حجم أعمالها، وأن تؤثر في المجتمع بشكل إيجابي.

تصوير: خالد فضة

ستايليست: مايسة عزب

موقع التصوير: أو باي ميشال

مكياچ: دينا راغب

كوافير: يوسف الأشقر