عندما نختار نجوم أغلفة مجلة إنجما، فنحن نختار بعناية شديدة، خاصة في ظل حالة التنافس الشديدة بين نجوم الوسط الفني والأعمال الجديدة التي تجعلهم دائما تحت الأضواء، لذلك يكون من الصعب أن يتصدر الغلاف وجها جديدا أو موهبة صاعدة، لكن نجح آدم الشرقاوي الشهير جماهيريا باسم “بيج زي” في فرض حضوره بقوة على الوسط الفني. واستطاع آدم جذب أنظار الفتيات بوسامته وأدائه الجيد على الشاشة في مسلسل “لعبة نيوتن” أمام منى زكي.
لم يكن هذا اللقاء الأول بين آدم الشرقاوي ومحمد هشام مما جعل الأخير يقتنص حوار مطول وشيق معه أثناء تواجد آدم في القاهرة بسبب بعض الأعمال الجديدة التي يستعد لها.
مرتديا ملابس سوداء وأنا لا أعلم هل هي ذوقه الخاص أم تعبيرا عن الحزن الذي يشعر به بسبب فقدان والده الذي توفى منذ شهور قليلة، قابلته ليبدأ حوارنا، ولد آدم الشرقاوي في قرية صغيرة في مصر وسافر وهو في سن الرابعة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن ربحت عائلته تأشيرة الهجرة المعروفة باسم “البطاقة الخضراء” وكانت بداية مختلفة تماما “مع أبي وأمي وأخي سافرنا إلى ولاية كاليفورنيا، لا أتذكر طفولتي في مصر ولم أزر مصر طوال فترة سفري سوى مرة واحدة لمدة أسبوعين وحتى تلك الزيارة كانت لبلدتي ولم أزر القاهرة.”
نقلة أخرى في حياة آدم عندما ترك منزل أسرته ورحل إلى لوس أنجلوس ليبدأ حياته العملية في مجال الترفيه “لعبت دور روميو في مسرحية في الجامعة، كنت أظن أن الطريق ستكون ممهدة أمامي، لكن الواقع كان مختلف، مرعليّ بعدها عامان دون عمل.”
اكتشف وقتها آدم أن لوس أنجلوس بها المئات بل الآلاف من الممثلين الصاعدين وأن المنافسة لن تكون سهلة على الإطلاق “كنت أجلس مع أحد أصدقائي في منزله لمدة عام، كانت فترة لاكتشاف العالم من حولي، وبعدها قررت أن أبحث عن شغفي وأحاول الوصول إلى أحلامي، مع كل اختبار أداء كنت أشعر بمدى صعوبة الأمر، المتقدمون يصل عددهم إلى الآلاف والناجح شخص واحد فقط، في أحد المرات قدمت على دور عبر الإنترنت لكني لم أتلق أي رد، صممت وذهبت إلى مكان الاختبارات وفي البداية رفضوا إعطائي الفرصة لأن اسمي لم يكن ضمن قوائم المتقدمين للاختبار في هذا اليوم، وبعد إلحاح شديد مني وافقوا على اختباري وفي النهاية حصلت على الدور.”
هكذا حصل آدم على دوره الأول في أحد الأفلام المستقلة التي تحمل اسم “Lowlow” “كان فريق العمل بالكامل من نفس عمري، لذلك لم أشعر بأي رهبة أو ضغوطات، كان الأمر كله بمثابة حفل كبير وأنا استمتع بالتواجد فيه.”
من بعدها أصبح لدى آدم مدير أعمال وحصل على عدد من الأدوار في الأفلام المستقلة إلى أن شاهده المسئول عن اختيار فريق عمل لعبة نيوتن في فيلمه المستقل الأول وحاول الوصول له عن طريق أحد أصدقائه ليقدم تجربة أداء لأحد الأدوار في المسلسل “لغتي العربية لم تكن جيدة على الإطلاق” كان الاختبار لدور “بيج زي” لكن نظرا لعدم إتقانه للغة العربية تم اختياره لدور “لوكا” وهي شخصية لا تظهر في المسلسل كثيرا. “عندما قابلت تامر محسن ومنى زكي طلبوا مني المحاولة مرة أخرى وعرضوا عليّ المساعدة، وهو ما حدث فعلا اجتهدت لتحسين لغتي وساعدني تامر محسن في إخراج أفضل ما عندي، كذلك ساعدني محمد فراج ومنى زكي، بل أحيانا كانت تتأثر لغتهم سلبا ونضطر لإعادة المشهد بسببهم، أنا ممتن لهذه الفرصة وهؤلاء الأشخاص.”
أثناء تصوير بعض المشاهد في القاهرة شعر آدم بأنها لحظة استثنائية ونقطة تحول في حياته هو يقف أمام تحدي كبير لكنه في نفس الوقت مستمتع بذلك “بعد انتهائنا من تصوير مشاهد المسلسل في لوس أنجلوس لحقنا بأخر طائرة عائدة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصر، بعدها تم غلق المطارات تماما لخروج كورونا عن السيطرة، فكانت ظروف التصوير بعدها صعبة جدا.”
بعد الوصول إلى مصر شعر آدم بالعزلة والوحدة نتيجة بقائه في المنزل وحيدا لفترات طويلة بسبب الإجراءات الاحترازية “لم تكن لغتي جيدة، ولم يكن لدي معارف، فقط تامر محسن ومنى زكي ومحمد فراج، لا أعرف غيرهم في القاهرة وفي نفس الوقت لا يمكن أن أتحدث معهم كثيرا فلكل منهم حياته الخاصة.”
بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية وفتح المطارات جزئيا مرة أخرى تنقل آدم كثيرا بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال تصوير مشاهده في المسلسل، رغم ذلك يرى آدم في فترة كورونا جوانب إيجابية؛ بسبب تلك الفترة ونتيجة صعوبة التصوير في تلك الظروف اضطر فريق العمل لتغيير جدول أيام التصوير، فأصبح أقل ضغطا ويكاد يقترب من الطريقة التي تعود عليها آدم أثناء عمله في الولايات المتحدة الأمريكية “كنت أشعر بضغط شديد أثناء تصوير مشاهدي في المسلسل قبل فترة كورونا، بسبب كثرة ساعات التصوير وتلاحق أيام العمل، لكن ما حدث بسبب كورونا أتاح لي الفرصة لتحسين لغتي والاستعداد بشكل أفضل.”
صور آدم معظم مشاهده في 2020 وتم عرض المسلسل في 2021 ولم يتوقع آدم كل هذا النجاح للمسلسل، كما لم يتوقع أن ينال دوره قسطا كبيرا منه، كذلك على المستوى الشخصي يشعر آدم بنجاح آخر “بسبب زيارتي المتكررة لمصر اقتربت أكثر لعائلتي وشعرت بقيمة التضحيات التي قدمتها أسرتي، وكنت ممتن لتلك الظروف التي ساعدتني على المستوى العملي والشخصي، كل هذا جعلني أشعر بأني شخص أكثر نضجا وأصبحت أنظر للأمور من حولي بعين مختلفة.”
شعرت أثناء إجراء الحوار بأن آدم ليس على ما يرام أو هناك ما يشغل باله، وسألته إذا كان يريد الحديث عن والده فأخبرني أنه لا يزال غير مستعد لذلك، يحاول آدم استيعاب التغيرات الشديدة التي حدثت له مؤخرا سواء الجيدة أو السيئة، ونظرا لروحه المرحة المعروفة عنه، فهو يفعل ذلك بطريقة بسيطة وكوميدية بعض الشيء.
يبدو أن المرحلة القادمة من حياة آدم تحمل الكثير من الفرص الواعدة “أعود مرة أخرى للولايات المتحدة لتقديم أفلام أكبر، تختلف عن ما قدمته قبل مسلسل لعبة نيوتن، لذلك أنا ممتن لكل ما حدث لي مؤخرا، وأشعر بضرورة التركيز والعمل بجد في المرحلة القادمة.”
أخر أدوار آدم كان ضيف شرف في مسلسل الجريمة الأمريكي الشهير NCIS Los Angeles “كانت تجربة مميزة جدا نظرا لأهمية المسلسل، الذي تم عرضه على مدار 13 عاما، وأصبح فريق عمله كأنهم أسرة يعرفون بعضهم البعض جيدا.”
حاليا يستعد آدم لتصوير فيلم جديد يحمل اسم Emily The Criminal من إخراج جون باتن فورد ومن إنتاج وبطولة أوبري بلازا “دوري في الفيلم مختلف درامي كوميدي أتمنى أن ينال إعجاب الجميع.”
أما بالنسبة لأعماله في مصر “حاليا أقرأ عدد من الأعمال المعروضة علي، أحاول أن أختار ما يناسبني ويخرج طاقتي كممثل، واستغل هذه الفرصة لأشكر فريق العمل المصاحب لي الذي يساعدني في خطواتي في رحلتي العملية.”
يبدو أن أحلام آدم لا تتوقف عند تقديم أدوار جيدة في أفلام ومسلسلات مصرية وعالمية “أحلم بأن أمتلك شركة إنتاج خاصة بي، وكذلك إخراج بعض الأعمال، تعلمت من تامر محسن أن هناك سحر خاص يشعر به المخرج لأنه الراوي والمحرك الرئيسي للأحداث ويمتلك الأدوات التي تجعل المنتج النهائي يصل للجمهور برؤيته الخاصة.”
على الصعيد الشخصي آدم له أحلاما يسعى لتحقيقها “أحلم بتكوين أسرة صغيرة وأتمنى أن أجني من الأموال ما يجعلني قادر على دعم تلك الأسرة بشكل جيد، لا أظن أني سأحقق ذلك قريبا، لكني أسعى بلا توقف.”
أسئلة إنجما:
أيهما تفضل التراجيدي أم الكوميدي؟
الكوميديا، أجواء التصوير تكون خفيفة ومرحة.
أيهما تفضل الأفلام التجارية أم المستقلة؟
بالتأكيد العمل في فيلم تجاري يشاهده عدد أكبر من الجمهور أمرا رائعا، لكني أحب الأفلام المستقلة أجد بها نفسي وتخرج ما بداخلي من طاقة، الأفلام التجارية لها شروط معينة حتى تناسب الجماهير، بينما الأفلام المستقلة إبداع بلا قيود أو حدود.
ما هو أفضل ما في عملك كممثل؟
التغيير، لكل عمل ظروفه، أعمل مع أشخاص جديدة كل مرة، في مواقع تصوير جديدة، تحديات متجددة وهو ما يشعرني بالإثارة.
ما هي أفضل صفاتك؟
الرغبة في التجربة وعدم الخوف من الفشل، أتعلم من أخطائي وأطور من نفسي طوال الوقت.
ما هي أسوأ عاداتك؟
الكسل، أحيانا أشعر بأنني لا أريد فعل أي شيء، فقط النوم والجلوس مع الأصدقاء ومشاهدة الأفلام، وهو فخ نوعا ما، خاصة أنني أقنع نفسي بأن مشاهدتي للأفلام نوع من أنواع المذاكرة، يمر الوقت وأجد نفسي لم أفعل أي شيء مهم طوال شهر كامل سوى مشاهدة الأفلام.
كيف تقضي وقت فراغك؟
مشاهدة الأفلام وممارسة الرياضة والخروج من المنزل، والجلوس مع الأصدقاء لساعات طويلة نتحدث في أمور ليست هامة على الإطلاق.
أكثر مدينة استمتعت بزيارتها؟
الأقصر، أحبها كثيرا، أنا أحب التاريخ، والسير في شوارع الأقصر يشبه السير في متحف كبير.
من هو مثلك الأعلى من المشاهير؟
عمر الشريف، لقد استطاع تحقيق ما أحلم به، نجم عالمي استطاع الحفاظ على مكانته في مصر.
من المخرج الذي تود العمل معه؟
كوانتن ترانتينو، أعلم أنه يعمل على آخر أفلامه، دعواتكم أن ألحق به.
شخص تود تناول وجبة العشاء معه؟
نيكولا تسلا أعتقد أنه مجنون بشكل جيد، يفهم الكثير من الأشياء التي لم يفهمها سواه، أريد استكشاف أفكاره في الحياة وطريقة تفكيره.
